زيارات تلاميذية عديدة استقبلتها مؤسسة “بيت الذاكرة” بالصويرة، بعد أقل من شهرين من توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

وجمعت هذه الشراكة، في شهر نونبر من السنة الماضية 2020، وزارة التربية الوطنية وجمعية الصويرة موكادور ومركز الدراسات والأبحاث والتراث في القانون العبري، وهمت “تعزيز التسامح والتعايش والتنوع داخل المؤسسات التعليمية بمديرية الصويرة”، وعرفت حضور أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، وسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

كما تأتي هذه الزيارات بعد التعديل الذي عرفته عدد من المقررات الدراسية المغربية، مطلع شهر نونبر الماضي، بإدماج فصول حول التراث الثقافي اليهودي المغربي، والحضور اليهودي في ماضي المملكة وحاضرها، والزيارة الملكية، في شهر يناير من السنة الماضية، إلى مؤسسة بيت الذاكرة.

في هذا السياق، يقول طارق عثماني، رئيس المكتب التنفيذي لجمعية الصويرة موكادور، إنه منذ توقيع الاتفاقية التي جمعت الجمعية ومركز الدراسات في القانون العبري، ووزارة التربية الوطنية، زارت عشرات المدارس من الصويرة ونواحيها “بيت الذاكرة” مع وجود “طلبات عديدة مستمرة”.

ويزيد المتحدث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “طيلة الأسبوع نستقبل تلاميذ من القطاع العام والخاص، ونشرح لهم التاريخ اليهودي المغربي، والدور الذي لعبه اليهود المغاربة في الحياة اليومية”.

ويذكر رئيس المكتب التنفيذي لجمعية الصويرة موكادور أن المؤطرين فوجئوا بأسئلة من تلاميذ ليست لهم فكرة عن ماهية الهوية اليهودية المغربية، وعدد اليهود المغاربة ووجودهم حتى، لأن كثيرا من جيل التسعينيات والألفية الثالثة ليست لهم دراية بدور اليهود المغاربة ووجودهم.

هذا الواقع يبين، وفق عثماني، مدى أهمية مثل هذه الزيارات التي تمكن التلاميذ من الانفتاح على ديانات أخرى ومعرفة دور البيعات، وتاريخ مدينة الصويرة التي كانت فيها بِيَع أكثر من المساجد.

بدوره يتحدث عبد الله أوزيتان، الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، عما يتخلل زيارات التلاميذ إلى بيت الذاكرة من تفسير لدلالات افتتاحه، وأهدافه، وما له من أبعاد تاريخية ودينية وحضارية، مع الإجابة عن “الأسئلة المهمة للتلاميذ التي تطرح بعفوية وبراءة”.

ويستحضر أوزيتان زيارة قادت مركز الدراسات حول القانون العبري بالمغرب إلى ثانوية أكنسوس بمدينة الصويرة التي شهدت انطلاق أول ناد للتعايش بين الأديان في المملكة، موردا: “كان لنا فيها شرف التواصل عن قرب مع تلاميذ الثانوية والأساتذة المؤطرين (…) وطرحت أسئلة جد مهمة، وفوجئنا بشكل إيجابي من رد فعل التلاميذ، وتفاعلنا لساعتين مع أسئلتهم”.

ويضيف الأكاديمي في تصريحه لهسبريس: “في الصويرة ونواحيها، لوحدها، تم إنشاء أزيد من مائة ناد للتسامح والتعايش، ومن المرتقب أن يصل عددها إلى 194 ناديا في الأسلاك الابتدائية والإعدادية والثانوية”.

ويقول الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب إن الفضل الكبير في هذه الزيارات “يرجع لصاحب الجلالة أمير المؤمنين محمد السادس وزيارته التاريخية إلى ‘بيت الذاكرة’ التي أعطت درسا في التسامح والتعايش للعالم بأكمله، لا للعالم العربي الإسلامي فقط”.

ويزيد المتحدث ذاته: “ونجدد الشكر للسيد مستشار جلالة الملك أندري أزولاي، الذي أعطى شحنة لهذه المدينة ليس الآن فقط، بل خلال أكثر من ثلاثين سنة من العمل للإنسان ولثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا، ولمدينة الصويرة التي أعطت الكثير، والتي لها تاريخ عريق من التعايش بين المسلمين واليهود”.

ويقول المتحدث إن الزيارات المتتالية للتلاميذ إلى بيت الذاكرة جاءت خاصة “بعد توقيع اتفاقية شراكة بين الوزارة ومركز الدراسات والأبحاث في القانون العبري، وجمعية الصويرة موكادور”، التي فعلت المقتضيات الدستورية المتحدثة عن صيانة التلاحم بين مقومات الهوية الوطنية التي من بينها “الرافد العبري” للهوية المغربية.

ويزيد أوزيتان أن في الإطار نفسه من المرتقب أيضا “إشراك الطلبة في الأنشطة الإشعاعية المحلية والدولية، وأن يسهموا في تأطير التلاميذ، فيؤطر الطلبة تلاميذ السلك الثانوي، ويهتم تلاميذ الثانوي بالإعدادي، وتلاميذ الإعدادي بالابتدائي، ليتحقق تواصل يتمحور حول موضوع التنوع والتبادل الثقافي”.

hespress.com