تستمرّ المبادرات التضامنية بين المواطنين بعد تزامن “الحَجر الصّحي” المفروض برسم “حالة الطّوارئ الصّحية” المُعلَنَة، مع شهر رمضان؛ ومن بينها مبادرة ساكنة ألنيف وجمعيَّتها.

وبعدما استقبلت جمعية بوكافر للتّنمية الاجتماعية والثّقافيّة والبيئية تبرّعات ساكنة ألنيف، الموجودة بإقليم تنغير في الجنوب الشرقي للمغرب، أنهت الجمعية توزيع المساعدات الغذائية الموزّعة على أزيد من مائتين وخمسين أسرة في وضعية هشّة.

وقالت الجمعية إنّ جائحة “كورونا”، التي فرضَت على الجميع الالتزام بالحَجر الصّحّي، ترتّب عنها “تأثير سلبي على الحالة الاقتصادية لجلّ العائلات، خاصّة المحتاجة منها”، وهو ما دفعها إلى محاولة التّخفيف من هذه الآثار السلبية، في تجسيد للتّضامن بين ساكنة ألنيف.

وتوصّل أكثر من ألف ومائتي فرد، ينتمون إلى أزيد من 250 أسرة بألنيف المركز، في كلّ من تاوعليت، وإغرم، والخطارة، والفيلاج، بقفف تضمّ موادا غذائية وتنظيفية أساسية، هي: دقيق القمح الصّلب واللّيِّن، والسكر، والشاي، والحمّص، و”زيت الطّاجين”، وزيت المائدة، والحليب، والمربّى، والبيض، والكسكس، وسائل التّنظيف “جافيل”، وصّابونا المسحوق والصّلب.

وذكرت الجمعية، في تقرير حول هذه المبادرة التضامنية، أنّها استقبلَت مساهمات المحسنين والمنخَرِطين، ونسّقت مع السلطات المحلية، وتمّ تحديد أكثر الأسر احتياجا، وتصنيفُهم إلى فئات أربع وَفق عدد الأفراد، ثُمَّ اقتُنِيَت الموادّ الغذائية من عشرة مزوِّدِين بألنيف، وكُوِّنَت قفف توصّلت هذه العائلات جميعُها بها.

وقال يوسف بنعمر، رئيس جمعية بوكافر بألنيف، إنّ الساكنة لبّت دعوة الجمعية وأرسلت تبرّعات بنكية، بعد إعلان نشرَتهُ في صفحتها على موقع التّواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يدعو المحسنين والمنخرطين إلى التّضامن.

وأضاف بنعمر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ الجمعية نسّقت مع سلطات ألنيف، التي ألزَمتها بشروط من بينِها ألّا يخرُجَ الناس من منازلهم ليأخذوا القفف، وهو ما استجابت له “جمعية بوكافر” بإيصال جميع القفف المُتبرَّع بها إلى منازل المستفيدين منها.

ووضّح المتحدّث أنّ الجمعية ضمّت التبرعات المُستَقبلَة إلى الميزانية المخصّصة لتنظيم الإفطار الجماعي الرمضاني، التي يستفيد منها في الظّروف العادية عابرو السبيل بعد مستجدّ “الطّوارئ الصّحِّيَّة”.

وذكر الناشط الجمعوي أنّ هذه المبادرة التضامنية خلال “الحَجر”، تُجاوِرُ مبادرة سبق أن انطلقت في الظّرفية نفسها، توصِل مجّانا عبر “تريبورتور”، وهُوَ وسيلة نقل ثلاثية العجلات، جميع الحاجيات التي يحتاج قاطنو ألنيف إلى اقتنائها.

ومن المرتقب أن تستمرّ المواكبة الجمعوية للفئات المحتاجة بألنيف، إذ يقول رئيس الجمعيةِ الأبرَزِ بالمنطقة، إنّ أعضاءَها من أبناء ألنيف في الخارج، فتحوا باب استقبال التبرعات حتى يستمرّ الدّعم.

hespress.com