سلط موقع “قنطرة” الضوء على أزمة العطش التي عاشتها مدينة زاكورة في وقت سابق، مشيرا إلى أن نقص الماء يؤرق سكان المنطقة.

الموقع تحدث عن الدعوة إلى اتخاذ تدابير لحل أزمة العطش، وتقنين زراعة البطيخ الأحمر، المُصدَّر إلى أوروبا، المستهلِكة لكميات مياه كبيرة في منطقة جافة شبه صحراوية.

وأورد الموقع شهادات لسكان المنطقة، من بينها شهادة لفاطمة، امرأة ستينية، قالت فيها: “هاجر أغلب الرجال من مدينة زاكورة للبحث عن فرص العمل في المدن بسبب الجفاف والتصحر، تاركين خلفهم نساءً وأطفالًا يقاومون العطش”.

وأضافت فاطمة التي تقطن في “حي العطشان” بمنطقة زاكورة: “رجالنا هاجروا للبحث عن لقمة العيش، ونحن النساء علينا أن نتحمل ارتفاع درجة الحرارة والعطش، لا نفكر في أي شيء آخر سوى الماء، إنه كل شيء بالنسبة لنا… نتصارع كل يوم لأجله”.

“أمضي ساعات أمام هذا البئر الصغير من أجل بعض اللترات من الماء تعينني بالكاد على الشرب… لم أعد أفكر في الاستحمام، لقد أصبح حلما بالنسبة لي ولأطفالي”، هكذا تصف عائشة، ربة بيت تبلغ 45 عاما، معاناتها مع أزمة الماء.

وقال الموقع إن ندرة المياه تؤرق سكان مدينة زاكورة، الواقعة عند خاصرة المغرب في الجنوب الشرقي.

وأضافت عائشة التي تعيش في “حي العطشان”: “نقف أمام الآبار وننتظر لساعات طويلة، خصوصا في فصل الصيف، تتضاعف معاناتنا، ولا نجد الماء للشرب أو للتنظيف، ما أدى إلى إصابة أطفالنا بأمراض”.

وفي الوقت الذي يعاني فيه سكان مدينة زاكورة من العطش وندرة التساقطات المطرية، تُعرف المنطقة الجافة وشبه الصحراوية بزراعة بطيخ أحمر طازج وحلو المذاق، تتطلب استهلاك كميات كبيرة من المياه.

وفي مقابل أزمة العطش التي تعاني منها منطقة زاكورة والقرى المجاورة لها، تعمل جمعية “أصدقاء البيئة زاكورة” على إيجاد حلول بيئية تساهم في تمكين السكان من الحصول على المياه الصالحة للشرب.

وفي هذا الصدد، قال جمال اقشباب، رئيس “جمعية أصدقاء البيئة زاكورة”: “من بين أسباب ندرة المياه في المنطقة، الضغط الديمغرافي على الموارد المائية وسوء تدبير وترشيد استعمال الماء”، لافتا إلى أن هناك غياب رؤية واستراتيجية مائية من طرف الدولة لوضع مخطط مستقبلي لمواجهة التحديات المائية وتحقيق الأمن المائي.

وأضاف اقشباب: “هناك ضعف كبير في الاستثمار بالمنشآت المائية، بالإضافة إلى تبني فلاحة غير مستدامة وغير مندمجة، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات في إقليم زاكورة سنة 2018”.

وتابع أن “موجة العطش التي يعرفها الإقليم ناجمة عن زراعة البطيخ، ومنذ 10 سنوات والإقليم يعاني من هذه الزراعة التي تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية”.

وفي عام 2018، اندلعت أولى شرارة “ثورة العطش” في منطقة زاكورة من “حي العطشان”، وخرج السكان في مظاهرات للمطالبة بحقهم في الاستفادة من الماء الصالح للشرب، ما أسفر عن اعتقال 23 شخصا، تابعتهم النيابة العامة بتهمة “التجمهر والانخراط في مسيرة غير مرخص لها”.

وما يزال سكان منطقة زاكورة ونواحيها يعانون من تداعيات ندرة المياه، وهو ما دفع نشطاء بيئيين في المنطقة إلى تكثيف جهودهم للضغط على الدولة المغربية لتتخذ إجراءات وتدابير لحل الأزمة، وتقنين زراعة البطيخ الأحمر التي تستهلك كميات كبيرة من الماء في منطقة جافة وشبه صحراوية.

hespress.com