تشكو ساكنة منطقة الغزوة، التي تعد من أكبر التجمعات السكنية بمدينة الصويرة، من الغياب شبه التام لماء الشرب عن صنابير المنشآت المائية التي أحدثت لتزويد السكان بهذه المادة الحيوية.

وتحول مشكل ماء الشرب بالغزوة إلى قضية تنذر بتداعيات تهدد استقرار المنطقة؛ إذ في الوقت الذي قامت السلطة المحلية بإغلاق القناة ليستفيد دوار معين، فوجئت بتدخل سكان دوار ثان لتحويل مجرى المياه نحو منازلهم.

وفي تصريح لهسبريس، قال محمد بوملحة، أحد سكان الغزوة، إن “بعض المنشآت المائية (سقايات) بها بعض القطرات، وأخرى يغيب فيها ماء الشرب ساعات”، مضيفا أن “هذا المشكل عمّر طويلا، لكنه حاليا أضحى مستعصيا، فإذا توفر الماء بالغزوة العليا حرمت منه الغزوة السفلى”.

وقال الشاب رشيد بودار إن “المنطقة كانت تستفيد خلال تسعينيات القرن الماضي من آبار قليلة، ومنذ سنة 2000 ونحن نتلقى وعودا لم نرها على أرض الواقع”. وتابع “طلب منا بمناسبة انتخابية أن نشتري قنوات لتزويدنا بماء الشرب وقمنا بذلك بشكل عشوائي”.

وأضاف بودار الذي يقطن بالغزوة “يقطع السكان كيلومترات للحصول على قطرة الماء بمنطقة حضرية تابعة للمجال الترابي لجماعة الصويرة، فكيف يمكن تصور استفادتنا من مرافق صحية والنظافة واستعمال آلات التصبين وغير ذلك مما هو متوفر للآخرين”.

أما عبد الجليل الكعب، الذي يقطن بدوار تكانت، فقال بنبرة ملؤها اليأس: “كيف يمكن فهم العيش في منطقة حضرية، وسكانها لا يتوفرون على ماء الشرب بمنازلهم في القرن 21″. وطالب عبر هسبريس بـ”التعجيل بالربط الفردي الذي يشكل الحل الجذري لمعاناة تجمع سكاني يضم حوالي 6000 نسمة”.

ولوضع حد لمشكل الخصاص في الماء الصالح للشرب، قال هشام جباري، رئيس جماعة الصويرة، إن “60 مليون درهم هي تكلفة الماء الذي توفره السقايات التي تشكل حلا مؤقتا”، مضيفا “نعمل على تزويد السكان بالربط الفردي، لكن العائق هو تصميم التهيئة، الذي سنعرضه في دورة شهر أكتوبر المقبل للتداول واتخاذ القرار”.

وواصل جباري قائلا: “دخلنا في مفاوضات مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وسنرصد اعتمادات ستشمل منطقة الغزوة ككل، لتزويدها بالماء”، مؤكدا أن “حل مشكل الغزوة رهين بتصميم التهيئة الذي يعتمد كوثيقة في كل المشاريع التنموية”.

وفي انتظار التصويت على تصميم التهيئة، قامت جماعة الصويرة، بتنسيق مع الجمعيات التي لها رغبة في الربط الفردي، بالإشراف على تدبيره واستخلاص المستحقات المالية، يقول جباري، الذي أكد أن “الجماعة مستعدة لمساعدة المجتمع المدني إلى حين تدخل المكتب الوطني للماء الشرب”.

hespress.com