يعيش سكان مشيختي آيت إنزال الجبل والزات العليا، التابعتين لجماعة تغدوين بإقليم الحوز، أثناء سقوط الأمطار معاناة حقيقية جراء غياب القناطر على نهر الزات، وهشاشة بعضها.
ويسلك المواطنون بدواوير المشيختين يوميا مسالك على طول نهر الزات، ويواجهون صعوبة كبيرة كل فصل شتاء من أجل الوصول إلى مركز الجماعة القروية تغدوين لقضاء أغراضهم الإدارية أو للتسوق.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية أكد الفاعل الجمعوي عزيز إدعلي، من دوار أنسا من مشيخة الزات، أن الساكنة تعاني طيلة فصول السنة، مشيرا إلى أن ذوبان الثلوج واستمرار تساقط الأمطار والأمطار الرعدية يزيدان من محنة سكان هذه المنطقة.
وأكد إدعلي أن السكان يعانون معاناة متواصلة بسبب الظروف الطبيعية القاسية، مضيفا أن مشيخة الزات بحاجة إلى قناطر بمنطقتي وسدي حسن ووازكر لفك العزلة عن عدة دواوير، من قبيل: اكيس وانسا واساكا نباحا وزروون وتغزيرت، “مماسيفك العزلة عن سكان هذه المنطقة، ويساعدهم على الوصول إلى مركز جماعة تغدوين لقضاء أغراضهم، كما سيمكن التلاميذ من الوصول إلى مؤسساتهم دون انقطاع، بسبب الفيضانات التي يعرفها نهر الزات”.
من جهته، قال محمد احساين، رئيس جمعية “اكيس” بجماعة تغدوين، أن إنجاز قنطرة “تعلويت” سيفك العزلة عن أكبر التجمعات السكنية بالزات (110 عائلات)، التي تتكون من دواوير تغني وازغي واغرم وافود، والتي تعاني كثيرا بسبب الفيضانات.
وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته أن إنجاز هذه القنطرة سيرفع الضرر عن الساكنة التي تعاني الأمرين، خاصة التلاميذ المهددين بالهدر المدرسي، كما سيخفف معاناة النساء الحوامل في فصل الشتاء.
ولأن سيول الفيضانات الجبلية تشكل تحديا يواجه عدة دواوير بمشيخة آيت إنزال الجبل، وتهدد المسالك الطرقية، تحتاج أربعة دواوير إلى قنوات لتحويل مياه شعاب جبل المنطقة في اتجاه النهر، حسب الفاعل الجمعوي رشيد أسكور.
وتابع أسكور موضحا أن “الدواوير التي تعاني من فيضانات الشعاب الجبلية هي آيت علي أوبدير واكدمان وآيت تويري واهراي”، مشيرا إلى أنها “تضم حوالي 2000 نسمة، وهي بحاجة إلى عشر قنوات لمرور السيول التي تهدد المسالك الطرقية”.
وفي تصريح لهسبريس، قال محمد بوسالم، رئيس لجنة المالية والبرمجة بجماعة تغدوين، إن المجلس الجماعي عمل على دعم البنيات التحتية عبر توطين خمس قناطر، في إطار شراكة بينه وبين مجلس العمالة وصندق محاربة الفوارق المجالية.
وأكدبوسالم، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس عمالة الحوز، أن جماعة تغدوين أنجزت أطول قنطرة بإقليم الحوز، على نهر الزات، بتعاون مع صندوق محاربة الفوارق المجالية (450000 درهم)، مشيرا إلى أن الجماعة كحامل للمشروع ساهمت بغلاف مالي يقدر بـ8500000 درهم.
وأضاف المستشار ذاته أن قناطر أخرى فُتحت أظرفتها، الأولى تهم إصلاح قنطرتي تاصورت ووايفيرن، بغلاف مالي يقدر بحوالي 1600000 درهم، مشيرا إلى أن “المجلس الإقليمي هو الحامل للمشروعين، بغلاف مالي يقدر بـ 1100000 درهم، وبمساهمة من المجلس الجماعي لتغدوين تقدر بـ 500000 درهم.
وخلال الدورة العادية لشهر فبراير الماضي، برمج المجلس الجماعي لتغدوين قنطرتين على نهر الزات، الأولى تهم دوار إكيس بمشيخة الزات، والثانية بمنطقة مريوات بمشيخة تغدوين، يقول بوسالم، الذي أوضح أن الغلاف المالي لهذه القناطر بلغ حوالي 16500000 درهم، مشيرا إلى أنه تمت برمجة هذه المشاريع الحيوية، التي تسعى إلى استكمال إنجاز مجموعة من القناطر بمختلف الدواوير والمسالك الطرقية المندرجة داخل جماعة تغدوين، لفك العزلة عن الساكنة.
وكانت مجموعة من القناطر بإقليم الحوز قد تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الفيضانات غير المسبوقة التي شهدها الإقليم خلال سنة 2014، وكذا حجم التساقطات المطرية، مما جعل عمالة الإقليم تتجند لإعادة النظر في الأولويات، وإيلاء أهمية كبرى لبناء القناطر، في إطار تنسيق محكم بين مختلف المصالح المتدخلة في مجال البنية التحتية الطرقية.
The post "سكان تغدوين" يواصلون انتظار قناطر تعفي من "كابوس الفيضانات" appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.