شهادات صادمة حول وضع مغربيات وجدن أنفسهن غير قادرات على التبليغ عن مغتصبيهن، داخل أسرهن أو في إطار العمل أو بيت الزوجية، تضمنتها سلسلة مصورة تعرض رقميا تحت وسم “حتى أنا مي تو” (TaAnaMeToo#).
ويستحضر عنوان السلسلة الذي يعني “أنا أيضا أنا أيضا”، رمزية الحركة المنطلقة من الولايات المتحدة المتضامنة مع حقوق النساء، والمشجعة على الحديث، بشكل مؤثِّر ومسموع، عن حوادث التمييز ضدهن بسبب جنسهن، والتحرش بهن واغتصابهن، ولكشف جرائم جنسية جرت باستثمار المنصب. وعرفت الحركة انتشارا عالميا بعدما انطلقت عقب شهادات ضد المنتج الهوليودي سابقا هارفي واينستين، المدان بالاغتصاب والتحرش الجنسي.
هذه الشهادات قدمت فرصة البوح إلى “المغربيات ضحايا الاغتصاب”، من خلال سلسلة شهادات رسم صورها فنانون شباب مغاربة، واستقتها الصحافية زينب أبو الفرج، تحاول “كسر جدار الصمت حول موضوع الاغتصاب الذي عانين منه في إطار عائلي أو داخل فضاء العمل”، تحت “ضغط مجتمع يجرم الضحايا، وتهديدات”.
وفي أربعة مقاطع مصورة لا تتعدى مدتها دقيقتين من الزمن، يتابع المشاهد شهادات صادمة لمغربيات شابات وجدن أنفسهن في قلب الهيمنة الذكورية، والاضطهاد المجتمعي.
وتتحدث إحدى الشابات عن اغتصاب أخيها لها عندما كان عمرها 10 سنوات، مبرزة عدم ارتياحها ولو لم تكن تعرف آنذاك ما الذي كان يمارس عليها، وعدم اهتمام أمها لمّا أخبرتها بما يقع، وعدم قدرتها على التبليغ وطرد الدرك لها بسبب تتبع أخيها لخطواتها، ثم إخبارها أباها الذي “ساندها ولم يساندها”، حيث “كان يريد أن يبلغ ثم قال لي فوضي أمرك لله”، قبل أن تختتم الشهادة بالقول: “أخي سيتزوج ويلد، وأنا؟”.
[embedded content]
شهادة أخرى تقول إن “الاغتصاب الزوجي أصعب لأنه يكون كل ليلة”، مضيفة: “يوم زواجي كان يوم انتحاري، عندما قلت نعم لسيد لا أعرفه، وتعرضت للعنف الزوجي، ولم يرد أن يطلقني، وبعدما امتنعت عن ممارسة الحياة الزوجية العادية، بدأ الاغتصاب والتعنيف، وتركي جائعة وسجنني، كانتقام (…) وصارت عندي عقدة عندما يصل الليل وأريد النوم، وقبل أن يدخل، كنت أنام قبل الوقت، مع ابنتي، وكان يوقظني (…) وعندما تكون العائلة رافضة للطلاق تزيد القسوة لأنه يقول ليس لها مكان تذهب إليه”.
وتتحدث ثالث الشهادات عن التخوف من التبليغ عن المغتصب لأن الجواب سيكون “أنت من أردتِ هذا”، وفق المتحدثة التي تذكر أنها “اغتُصِبت كثيرا”، بسبب طبيعة ما تمتَهنه، قبل أن تعبر عن تخوفها بالقول: “إذا اعتقل من لا يخاف السجن بتهمة الاغتصاب، يمضي ثلاث سنوات، مدة قليلة (…) ثم سيخرج ويعتدي عليّ أو على أبنائي”.
وتبرز شهادة أخرى جانبا آخر هو “استغلال سلطة العمل، لفرض الانصياع لممارسة الجنس مقابل الشغل”، حيث تقول “عاملة الموقف” (مياوِمة)، إنها كانت في فترة استراحة واغتصبها مشغّلها، ورغم ذلك: “بقيت أعمل وكان يطمئنني بأنه لن يتخلى عني، وبعد مدة أحسست بنفسي حاملا، بدأ يصرخ وضربني وقال لي من أين أتيت بهذا، ليس من صلبي، وطردني من العمل، وعندما بدأ يظهر حملي خفت من عائلتي وخرجت من منزلنا، والآن أنا من ضاعت وتخرّبَت حياتي بأكملها فلم أبق في منزل عائلتي ولم أتزوّج مثل باقي الناس.”
ويقول بيان للسلسلة المعروضة رقميا إن اختيار عدم كشف وجه المصرحات، وتعويض ذلك برسومات، يُظهر أن “المغرب ما يزال يحتاج مسارا طويلا حتى تقدِّمَ ضحايا الاغتصاب شهاداتهن بوجه مكشوف”.