ممارسات وسلوكيات سيئة رصدتها عدسة هسبريس ببعض جهات المملكة التي استفادت أقاليمها من العودة إلى الحياة شبه الطبيعية، عقب قرار السلطات تخفيف الحجر الصحي، خصوصا الموطنة منها في المنطقة الأولى، والتي شهدت عودة معظم الأنشطة الاقتصادية وحرية التجوال دون الحاجة إلى ورقة التنقل الاستثنائية، والمثال هنا من إقليم تطوان وعمالة المضيق الفنيدق.

حركية دؤوبة دبت بشكل كبير بشوارع مدينتي تطوان ومرتيل مع أول تباشير تخفيف الحجر، غابت معها الكمامات عن فئة عريضة من المواطنين، مثلما غاب التباعد الجسدي عن حافلات النقل العمومي التي امتلأت عن آخرها بإحدى النقاط، وحضر العناق والقبلات، كما كان الأمر بشارع الجيش الملكي بـ”الحمامة البيضاء”، حين همت فتيات إلى تبادل العناق والتحية ببوابة أحد محلات بيع الملابس.

إيمان، طالبة جامعية التقت بها هسبريس، قالت إن “المواطن لم يكن في الموعد ولم يقدر الثقة التي تم وضعها فيه”، مؤكدة في هذا السياق أن “الوعي غاب عن ضمير فئة كبيرة من الناس رغم التوصيات والحملات والوصلات التحسيسية التي دأبت وزارة الصحة على بثها منذ بداية الجائحة لاكتساب سلوك وقائي”.

وأضافت المتحدثة ذاتها أن “السلطات العمومية مطالبة بالحرص على مراقبة مدى التزام المواطنين بتطبيق التدابير الاحترازية الوقائية الفردية، من قبيل ارتداء الكمامات بالفضاءات العمومية والتدخل كلما استدعت الضرورة ذلك لمحاربة هذه السلوكيات التي من شأنها التأثير على تصنيف بعض المدن والأقاليم في مقبل الأسابيع، غير مستبعدة نزول بعض المدن إلى “السوكوندا” (تقصد المنطقة الثانية)، وبالتالي موجة ثانية من انتشار الفيروس”.

من جانبه يرى “أيوب. ح”، وهو مستخدم بإحدى وكالات خدمات القرب (تسهيلات)، وجود حالات معزولة وفدت على الوكالة التي يشتغل بها بدون كمامات، مشيرا إلى شيوع التحايا والسلام بالأيدي بين الأشخاص، وهو ما يشكل خطرا وتهديدا لصحة الفرد والمجتمع.

وقال المتحدث ذاته إن المواطن مطالب بالانخراط في حماية بيئته ومحيطه من خلال تفادي التجمعات وترك مساحة كافية بينه وبين مخالطيه، مع ضرورة التقيد بتوصيات وزارة الصحة وغسل اليدين بصفة مستمرة دون كلل أو ملل، وزاد: “صحيح أن الأمر يبدو غير مألوف لكن الوقاية غير من العلاج”.

وإذا كان بلاغ وزارتي الداخلية والصحة سمح باستئناف النقل العمومي الحضري مع استغلال نسبة لا تتجاوز 50% من الطاقة الاستيعابية؛ فإن هذا الإجراء لا يحلق فوق سماء تطوان، حيث رصدت عدسات الكاميرا اكتظاظا وازدحاما كبيرا على متن حافلة، وهو ما قد يجعل من مركبات النقل الحضري بؤرا متنقلة لكوفيد 19.

وبخصوص ارتداء الكمامات فقد عاينت هسبريس طيلة جولتها بمدينتي مرتيل، التابعة لعمالة المضيق الفنيدق، وتطوان، وضعيات خاطئة للأقنعة الواقية التي برزت مزركشة وطبية وأخرى عشوائية، وتوزعت هذه الوضعيات ما بين تعليقها بأذن واحدة، وبين وضعها على مستوى العنق أو ترك الأنف مكشوفا.

hespress.com