ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، يوم أمس الأربعاء 07 دجنبر 2022 بحد كورت – إقليم سيدي قاسم، حفل افتتاح مركز القرب للمقاولين الشباب الفلاحيين وفي الصناعات الغذائية، وتوزيع المعدات الفلاحية التي تم اقتناؤها لصالح التعاونيات الفلاحية المستفيدة من الدعم الممنوح في إطار طلب المشاريع المتعلق بدعم المبادرات المقاولاتية الفلاحية.
وجاء في بلاغ من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، توصلت “المغرب 24” بنسخة منه، أن تهيئة وتجهيز المركز يندرج في إطار تنفيذ التدابير المواكبة لعملية التمليك التجريبية للأراضي الجماعية الواقعة داخل دائرتي الري للغرب والحوز، والتي يتم تنزيلها برسم نشاط “العقار القروي” المندرج ضمن برنامج التعاون “الميثاق الثاني”، الموقع بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية، ويتماشى هذين المشروعين مع أهداف الاستراتيجية الجديدة للتنمية الفلاحية “الجيل الأخضر 2020-2030”.
وحسب المصدر ذاته، “تغطي هذه المشاريع، التي تبلغ ميزانيتها الإجمالية 19,5 مليون درهم والمدعومة في حدود 80٪ بفضل مساهمة برنامج التعاون “الميثاق الثاني” (15,6 مليون درهم)، أقاليم القنيطرة (4 مشاريع)، وسيدي سليمان وسيدي قاسم (3 مشاريع لكل منهما)، وقلعة السراغنة (5 مشاريع). وتشمل هذه المشاريع، التي من المرتقب أن تحدث ما يناهز 27.000 يوم عمل سنويًا، مجالات مختلفة، من قبيل الخدمات، وزراعة الزيتون، وتثمين الحليب، والفلاحة البيئة، والفلاحة السياحية، وتربية الحلزون، وزراعة أشجار الأفوكا والخضروات، وتسويق البقوليات والنباتات الطبية والعطرية.
وهكذا، قامت وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بتهيئة وتجهيز مركز حد كورت بهدف تشجيع انبثاق جيل جديد من المقاولين الفلاحيين، وخاصة من النساء والشباب، ويطمح هذا المركز إلى أن يكون إطارا للقرب قصد احتضان المشاريع المقاولاتية المحلية وضمان استفادتها من التكوين والمشورة والمواكبة، بحيث يستجيب للحاجيات الخاصة بالمجال الترابي ويكون مجهزا بالتقنيات الحديثة.
وذكر البلاغ، “أنه تمت تهيئة هذا المركز، الموجه بشكل خاص إلى تشجيع مشاركة النساء والشباب في التنمية الفلاحية، مع أخذ حاجيات هاتين الفئتين من حيث المواكبة بعين الاعتبار بهدف منحهما فضاءات كاملة التجهيز ومتصلة، وذلك من خلال مركز للتكوين، ومختبر، ومركز حاضن للمشاريع، وفضاء مخصص للنساء، وقطع أرضية لإنجاز تجارب، ومحطة للأرصاد الجوية الموجهة لأغراض فلاحية. كما تم اقتناء حافلة صغيرة ووضعها رهن إشارة المركز لتيسير تنقلات الفلاحين والفلاحات”.
وأشار البلاغ ذاته إلى أنه “فيما يتعلق بالمعدات الفلاحية، فقد تم اقتناءها وتوزيعها بموجب اتفاقيات الدعم الموقعة في 15 أبريل 2022 مع 15تعاونية تشرف على تنفيذ المشاريع التي تم اختيارها بعد استكمال مسار دقيق للتقييم والمواكبة القبلية، الذي أطلق برسم طلب للمشاريع يطمح إلى تشجيع اعتماد مقاربة مبتكرة ودامجة في مجال دعم المبادرات المقاولاتية الفلاحية قصد التمكين الاقتصادي للنساء والشباب الذين يعتمدون في عيشهم على الأرض وأو لهم صلة بها”.
وذكر المصدر، ب”أن عملية التمليك التجريبية، التي أعطيت انطلاقتها الرسمية في 26 يونيو 2019 بالرباط، في إطار تطبيق التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي دعا إلى جعل الأراضي الجماعية رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإلى تفعيل عملية تمليك الأراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر الري، تندرج بشكل مجاني، لفائدة ذوي الحقوق”.
وخلص البلاغ إلى أن “عملية التمليك التجريبية تشكل المكون الرئيسي لنشاط “العقار القروي” الذي عهد بتنفيذه إلى وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، ويهدف هذا النشاط، الذي رصد له غلاف مالي يناهز 33 مليون دولار، إلى تحسين مستوى عيش الساكنة المستهدفة من خلال ترسيم حقوقهم العقارية، والرفع من حجم الاستثمارات الفلاحية، وتنشيط السوق العقارية، والمواكبة الاقتصادية والاجتماعية للمستفيدين، وإحداث فرص شغل”.
وبهذه المناسبة، قام الوزير والوفد المرافق له بحضور فقرة من اللقاء الإخباري والتحسيسي المنظم لفائدة نساء وشباب حاملين لمبادرات مقاولاتية فلاحية، ويندرج هذا اللقاء ضمن برنامج طموح تشرف على تنفيذه وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بهدف تعزيز قدرات الفلاحين والفلاحات المستفيدين من عملية التمليك والتنظيمات المهنية الفلاحية قصد تمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة لضمان الاستغلال الرشيد والأمثل والمستدام للأراضي التي سيتم تمليكها، واعتماد تقنيات زراعية مقاومة للتغيرات المناخية، وضمان استخدام أمثل للمياه. ويتيح هذا البرنامج، الذي يتمحور حول دروس نظرية وتمارين عملية ميدانية ورحلات استكشافية، لحوالي 105.000 فردا الاستفادة من تجارب خبراء ومهنيين بهدف تعزيز معارفهم ومهاراتهم.
[embedded content]