تغيرات كثيرة حدثت ضمن قضية الصحراء المغربية خلال الشهور الأخيرة؛ أبرزها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وقبلها اعتراف عشرات الدول سواء العربية أو الإفريقية والإسلامية، تنوعت أيضا ما بين دول كبرى وصغرى.

التغيرات التي حدثت تقتضي تغيرا أيضا في مسار القضية خلال السنة المقبلة، إذ ينتظر كيف ستتصرف الجزائر و”البوليساريو” أمام النصر الذي حققته المملكة على الصعيد الدولي، وتوقعات متتبعين تشير إلى حلين لا ثالث لهما: قبول حل سياسي، أو قيام الحرب.

وفي هذا الإطار، قال الموساوي العجلاوي، الخبير في نزاع الصحراء، إن الحديث يجب أن يتم في سياق التحولات حول الصحراء، واتساع الواجهة الدبلوماسية التي تعترف بمغربية الصحراء، قائلا إن “الأساس هو أن الرسالة السياسية القوية من فتح قنصليات لدول صغيرة وكبيرة قد وصلت”، مؤكدا أنه سيتم توسيع هذه القائمة من الدول المعترفة بسيادة المغرب على صحرائه.

وتابع العجلاوي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “ما حدث هو دليل ورسالة سياسية إلى الدولة الحاضنة للانفصال بأنه يجب الدخول في مرحلة من أجل حل سياسي وواقعي”، موضحا أن الدول المعترفة بمغربية الصحراء تؤيد حل الحكم الذاتي الذي يدخل في إطار القانون الدولي.

وأردف: “ما حدث يمضي نحو رؤية جديدة وقراءة جديدة لهذا النزاع تنحو نحو الطرح المغربي، خاصة أن الاعتراف بالسيادة الذي لا يتعارض مع طرح الحكم الذاتي”، مفيدا بأن الطرفين الآخرين، أي الجزائر و”البوليساريو”، لهما اختياران؛ وهما، حسب الخبير، “الانخراط في هذا التوجه الدولي لإيجاد حل سياسي، أو الانتحار باللجوء إلى الحل العسكري؛ وهو ما يتناقض مع طرح الأمم المتحدة”.

وتحدث العجلاوي عن إمكانية إقامة صراع عسكري مباشر بين المغرب والجزائر يعززه كون الواجهة للنظام الجزائري تعيش تخبطا، متسائلا: “كيف يمكن لدولة رئيسها مريض عوض أن يخاطب الشعب عبر وسائل الإعلام الجزائرية يخاطبها عبر “تويتر”، في وقت كانت مجتمعة فيه القيادات العسكرية لمناقشة الوضع الداخلي والتهديدات الخارجية”.

وتابع قائلا: “الفيديو أثار نقاشا، وهو دليل على أن واجهة الحكم بالجزائر تعيش أزمات وتشققات وصراعات قوية جدا؛ وهذا ما يؤخر الحل السياسي”، مفيدا بأن الوضع “معقد، ويقتضي تعيين الواجهة السياسية الجزائرية، إما عبر إتمام الواجهة أو تغييرها”.

كما أضاف الخبير: “أحد هذه الأطراف قد يوظف المغرب لفك التناقضات الداخلية للجزائر عبر إدخاله في صراع عسكري، خاصة أن المشترك بين جميع هذه الأطراف الجزائرية هو عداؤها للمغرب”.

وتحدث المختص عن دلالة اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء والذي تكمن أهميته في كون الأمر يتعلق بعضو دائم في مجلس الأمن بل وتحرر قراراته، مفيدا بأن هذا الاعتراف يتماشى أيضا مع منظور الدولة الإستراتيجي الأمني في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل؛ وهو ما يدل عليه التعاون العسكري الذي أبرم قبل شهرين بين وزير الدفاع الأمريكي والمغرب، وأيضا صفقة بيع أسلحة جديدة متطورة للمملكة.

hespress.com