مخرجة اسمه من عزلته الاختيارية، تواصل الشائعات ملاحقة المؤرخ المغربي عبد الله العروي، معرضة إياه لوفاة تكرر عائلته نفيها كلما بثتها مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا وأن الرجل بصحة جيدة، وفق مقربين منه.

وانتشرت الشائعة على امتداد واسع ليلة أمس الإثنين، خصوصا بعد أن تناقلها أكاديميون ومترجمون وصحافيون، لكن بسام كردي، مدير نشر المركز الثقافي للكتاب، كذب الأمر، مؤكدا أن “صاحب التاريخانية” بصحة جيدة.

ونفى مقربون من المؤرخ المغربي خبر وفاته، قبل أن يقوم متقاسمو الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم شخصيات عمومية وصحافيون وطلاب، بحذف “تدويناتهم” والاعتذار عن التسرع في نشر خبر اتضح أنه زائف.

ورفضت أوجه أكاديمية عديدة تناسل “أخبار الموت” دون تيقن أكيد منها، خصوصا وأنها تمس قامة علمية من شأن بث هذه الأخبار التأثير على متتبعي إسهاماته وكذا أسرته الكبيرة، بالنظر إلى اختيار الرجل البعد عن ضجيج “العوام” والأحداث المتواترة.

طالع سعود الأطلسي، الكاتب والإعلامي المغربي، وصف تكرار الشائعة للمرة الثانية بـ”الأمر المشين”، خصوصا وأن بعض وسائل الإعلام ساهمت في ذلك، مطالبا بمزيد من التحري قبل نشر أخبار من هذا النوع، خصوصا وأنها تتعلق بشخصية مرموقة.

وأضاف الأطلسي، في تصريح لهسبريس، أن “الأمر تجاوز حدود شائعات المقاهي والسوشل ميديا ببثه عبر مواقع وصحافيين”، مشددا على أن الأمر مرفوض وظالم للرجل، ويندرج ضمن باب “الخطيئة المهنية”، موردا أن هناك مصادر موثوقة عديدة للحصول على الأخبار.

وقال الكاتب المغربي ذاته إن عبد الله العروي في صحة عادية، وهو ما أكدته دار النشر التي تصدر أعماله، وأبدى استغرابه من انتشار هذه الأخبار في ظل غياب أي سند لها، فالرجل لا يرقد في مستشفى ولم تخرج أية أخبار تفيد مروره من وعكة صحية.

وأكمل الأطلسي تصريحه قائلا: “عديد من الجرائد العالمية تسقط في مثل هذه الأخطاء، لكن في السياق الحالي تتوفر جميع وسائل التحقق من الأخبار قبل بثها، وهو ما يفرض كثيرا من الصرامة والتتبع لجميع التفاصيل قبل النشر”.

hespress.com