تشكو جماعة آيت أومديس التابعة لإقليم أزيلال، والبالغ عدد سكانها أزيد من 20 ألف نسمة، نقصا مهولا في ملاعب القرب بمختلف الدواوير المكونة لها، حسب شهادات بعض السكان، ما يجعل الشباب يغامرون بحياتهم من خلال ارتياد طريق معبدة لإجراء مقابلات كروية.
وفي زيارة إلى منطقة آيت وسنوان التابعة لجماعة آيت أمديس الترابية، رصدت هسبريس العشرات من الشباب الذين يجرون مقابلات لكرة القدم في طريق معبدة تطل على حافة خطيرة في ظروف جد صعبة، بالنظر إلى تضاريس المنطقة الجبلية.
موستاج الحسن، القاطن بمنطقة آيت أومديس، قال في تصريح لهسبريس في هذا الصدد: “كما تشاهدون الآن نضطر للعب في الطريق رغم أن الأمر يبقى محفوفا بالمخاطر، كما أغلب السائقين يغضبون مما نفعل والقليل منهم يتفهمون وضعنا”، وزاد: “الوضع سيء للغاية، وما يقلقنا أكثر هو عدم اهتمام المسؤولين بالرياضة، بمبرر عدم وجود وعاء عقاري، ما يقتضي منا التساؤل عن مآل ملاعب القرب التي كانت وزارة الشباب والرياضة خصصتها للإقليم، وعما يمكن أن يفعله الشباب في ظل أعذار المجلس الجماعي التي تبقى بالنسبة لعشاق الرياضة غير مقبولة”.
كما أوضح المتحدث ذاته أن “العشرات من الشباب القاطنين بدواوير آيت موسى وآيت إبراهيم وتكداولت وغيرها يعانون من الإكراه نفسه، ما يجعل الكثيرين منهم يرتادون الطريق أو بعض الأماكن المحاذية لها لممارسة هوايتهم رغم كل المخاطر المحتملة”.
من جهته قال محمد الزاكي، من دوار آيت موسى: “إن مشكل ملاعب القرب مطروح بحدّة بتراب الجماعة ككل في ظل غياب مرافق مماثلة”، مشيرا إلى أن العشرات من الأطفال بالجماعة يرتادون أماكن خطيرة للعب دون أن ينتبه المسؤولون إلى خطورة الوضع.
وأوضح الزاكي أن “الملعب الوحيد الذي كان يستغل لإجراء دوريات رياضية بالمنطقة تم تخصيصه لبناء مشروع آخر، ما تسبب في تبخر آمال الشباب في تطوير قدراتهم الرياضية على غرار باقي الفرق الرياضية بالإقليم”، مؤكدا أن المنطقة حبلى بطاقات رياضية مهمة وبفرق محلية سبق أن احتلت مراتب متقدمة في دوريات بالإقليم.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “الملعب الذي جرى إغلاقه كان ملاذا للكبار والصغار، وبديلا للفراغ الذي يعيشه الشباب جراء غياب مرافق سوسيو-اجتماعية”، وزاد: “في حالة عدم توفير مرافق رياضية جديدة سيكون مستقبل الشباب مفتوحا على كل الاحتمالات، بما في ذلك التعاطي للمخدرات وكل أنواع المجون”.
لحسن الناصري، رئيس جماعة آيت أمديس، أقر في تصريح لهسبريس بأن هناك خصاصا على مستوى البنية التحتية الخاصّة بالمرافق الرياضية، مشيرا إلى أن الوعاء العقاري يبقى العائق الأكبر أمام تحقيق تطلعات الشباب.
وكشف الناصري أن المجلس الجماعي على استعداد لتوفير آليات لإصلاح أي قطعة أرضية وتحويلها إلى ملعب للقرب في حالة موافقة مُلاكها على ذلك، مضيفا أن اقتناء أراضي للغرض ذاته يفوق إمكانيات الجماعة الترابية التي تشكو من ضعف المداخيل.