نجح سكان مركز جماعة ملعب، الواقعة بالنفوذ الإداري لإقليم الرشيدية، في إنشاء صندوق خاص لجمع التبرعات والمساهمات لمساعدة المحتاجين والفقراء المتضررين من جائحة فيروس “كورونا”، وأيضا لإنجاز مجموعة من المشاريع الاجتماعية والتنموية.

هذه المبادرة تم إخراجها إلى حيز الوجود بعد إعلان السلطات العمومية قرار الحجر الصحي في منتصف شهر مارس الماضي، من أجل مساعدة الفقراء، ولكون مركز ملعب الذي يفوق عدد سكانه 7000 نسمة لا يتوفر على مراكز ترفيهية أو دار للشباب، بالإضافة إلى تعطل مشاريع أخرى، حسب اللجنة المشرفة على تتبع إحداث هذه المشاريع.

وأوضحت اللجنة ذاتها أن التعثر التنموي، الذي يعرفه مركز جماعة ملعب، دفع شباب القصر إلى اتخاذ المبادرة للقيام بتنمية ذاتية، وكانت البداية من تأسيس بعض الشباب مجموعة نقاش في تطبيق “الواتساب”، وكانت أول مبادرة مطروحة للنقاش وتنفيذها بشكل مستعجل هي إنشاء صندوق لمساعدة المحتاجين والمتضررين من الحجر الصحي العام بسبب الجائحة.

وأضافت اللجنة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن المبادرة عرفت انخراط أفراد الجالية بقوة ومعهم كل الموظفين والأطر في المنطقة، والنتيجة هي أنه تم جمع مبلغ مالي مهم، وجه أساسا إلى توفير مساعدات عبارة عن مبالغ مالية أو قفف مواد غذائية أساسية استفادت منها الأسر.

لطيف مبارك، واحد من المسؤولين على الصندوق الخاص للمشاريع بمركز ملعب، قال: “بعد نجاح هذه المبادرة، فكر سكان المنطقة في توسيع مجال نشاطهم واستغلال فترة الجائحة في تنزيل مجموعة من المبادرات التي سيتم تمويلها طبعا من خلال تبرعات أفراد الجالية والموظفين وأطر البلدة، مدعوما بسواعد الشباب المقيم”.

وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن جمع المياه العادمة في البلدة والتخلص منها بعيدا كانت أيضا من أولويات الشباب، نظرا لغياب قنوات الصرف الصحي ومعاناة الساكنة مع الروائح الكريهة التي تسبب في انتشار داء الليشمانيا، مشيرا إلى أن المبادرة قامت بشراء جرار وعربته وصهريجه للتخلص من المياه العادمة بعيدا من السكان.

ومن بين المبادرات التي نجح شباب مركز ملعب في تحقيقها، حسب المسؤولين على الصندوق الخاص سالف الذكر، “تغطية مصاريف علاج أربعة أشخاص هم في وضعية صعبة بمبلغ مالي مهم”، و”تجهيز قاعة جمعية إيگر نيمناين لتصبح قاعة دروس الدعم للتلاميذ”، و”تزويد بعض النقاط على مستوى البلدة بأعمدة ومصابيح الإنارة التي تعمل بالطاقة الشمسية”، و”إنشاء صندوق ليكون أرضية لتمويل المبادرات المستقبلية”، و”اقتناء سيارة إسعاف مجهزة من طرف أحد أعضاء المجموعة المهاجرين”، و”المحافظة على التراث المادي للبلدة بترميم مجموعة من الرموز داخل وخارج القصر القديم”.

ويتوفر شباب مركز قرية ملعب على لائحة من المبادرات التي ستقوم اللجنة المكلفة بتنزيلها بالتتابع، يقول محمد برشي واحد من أبناء البلدة، مشيرا إلى أن اللجنة ومعها جيش من المتطوعين يعملون هذه الأيام من أجل تحويل ساحة إنرارن الشاسعة إلى منتزه سيكون بمثابة فضاء ومتنفس للسكان بتزويده بمقاعد الاستراحة وممر من أشجار النخيل وحديقتين لألعاب الأطفال، مضيفا: “وفور الانتهاء من هذه المبادرة، سيتم الانتقال إلى تنزيل مبادرة خاصة بتوفير مركز نسوي وإنشاء مكتبة، والعديد من المبادرات الأخرى التي عجز مكتب الجماعة عن توفير أبسطها”.

الكاتب محمد برشي، أحد أبناء ملعب والمقيم بالديار الأمريكية، صرح لهسبريس، بأنه “كفرد من أفراد الجالية لقرية ملعب بالخارج يحز في نفسي الواقع المزري لبلدتي كلما سنحت لي الفرصة لزيارتها؛ فسفري إليها يصبح سفرين، سفر جغرافي وسفر تاريخي حيث أحس بمجرد وصولي إليها بأنني سافرت عبر الزمن قرون طويلة، فلا وجود لأي بنية تحتية ولا مشاريع تنموية”، لافتا إلى أن ” المنتخبين وأعضاء المجلس الجماعي يتحملون المسؤولية؛ ولأن صبرنا قد طال أكثر من اللازم، فقد كانت فكرة تأسيس المجموعة لتحقيق أهداف التنمية الذاتية هي الحل البديل ريثما يصل إلى موقع المسؤولية أشخاص لهم غيرة على المنطقة… الحمد لله، إن ما حققته المجموعة من مبادرات يفوق تطلعات أعضائها والقادم أحسن”، بتعبيره.

hespress.com