في الوقت الذي ما زال فيه العالم يحاول التأقلم مع الجيل الخامس من شبكات الإنترنيت، بدأت ملامح تنافس عالمي على تطوير شبكات الجيل السادس (6G)، غير أن هذا يثير مخاوف سياسية، ويبرز تحولات التنافس الدولي على السبق التكنولوجي.
وعلى الرغم من كون تقنية “5G” تغطي حاليا 7٪ تقريبا من سكان العالم، ويتوقع أن ترتفع النسبة إلى 20٪ بحلول عام 2025، إلا أن هناك محاولات وخطط لتطوير تقنية “6G”.
وبحسب المهتمين، فإن الانتهاء من تطوير شبكات “6G”، يتوقع بحلول عام 2028، على أن يبدأ ظهور المنتجات التكنولوجية التي تعمل بها بحلول عام 2030.
ويتوقع أن تفوق سرعة هذه الشبكة الجديدة 100 مرة سرعة الجيل الخامس، على أن تقدم تقنيات تكنولوجية كانت تصنف لفترة طويلة ضمن الخيال العلمي.
ويرى المهتمون، وفق دراسة نشرها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أن شبكات “6G” ستسمح بتكامل الدماغ البشري مع أجهزة الكمبيوتر، كما ستعمل على تحقيق الاتصال بين الأشخاص وأشياء مثل الأثاث والملابس، بل واتصال هذه الأدوات والأشياء ببعضها بعضا، بالإضافة إلى دعم عمل الأجهزة بدون بطاريات.
وتشير الدراسة المذكورة إلى أن شبكة الجيل السادس ستطور أنظمة الواقع الافتراضي، مع خلق تقنيات تكنولوجية جديدة.
وبحسب المصدر نفسه، فإن قدرات وتقنيات الأجهزة المتصلة بالإنترنت ستتحسن بشكل كبير عند استخدام شبكات الجيل السادس، كما سيتم تطوير أجهزة وتقنيات جديدة، حيث ستلعب شبكات الجيل السادس دورا مهما في ثورة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وأثار هذا الأمر تنافسا وسباقا واضح المعالم بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وبينهما وأوروبا التي تسعى للحصول على موطئ قدم في ظل هذا التنافس المشتعل، كما تحاول اليابان أيضا أن تلحق بالسباق.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لقيادة تكنولوجيا شبكات الجيل السادس؛ إذ يرجح أن توظف الأدوات والعقوبات الاقتصادية والتجارية من أجل إعاقة تقدم “هواوي” الصينية نحو “6G”.
وبحسب الدراسة، فإن هذا السباق على الجيل السادس يطرح دلالات عدة؛ إذ يعيد إلى الأذهان سباقات التسلح العسكري، ويشير إلى المكانة الكبيرة التي استحوذت عليها التكنولوجيا كمجال للمنافسة.
كما سيخلق التنافس المخاوف السياسية من توظيف بعض الأنظمة لهذه التكنولوجيا في سياسات قمعية، كمراقبة وتتبع المواطنين وانتهاك الخصوصية، وكذلك توظيفها خارجيا في التهديدات الإلكترونية والتجسس.
وستعطي الشبكة الجديدة مزايا نسبية لاقتصادات الدول التي ستنتصر في هذا السباق وتعزز من قدرتها التنافسية، كما ستشكل دفعة للاقتصاد الرقمي، وستحسن من الأداء الصناعي، وترفع من الكفاءة الإنتاجية.
ويتوقع أن يسهم السباق على الجيل الجديد في تحقيق قيادة مستقبلية للعالم من مدخل التكنولوجيا، وهو ما يأتي في ظل تنافس أمريكي-صيني محتدم.