احتفل المغرب والأمم المتحدة، مستهل الأسبوع، بأول يوم عالمي لشجرة الأرگان، الذي شكل مناسبة لتتويج جهود المملكة في تثمين شجرة الأرگان باعتبارها تراثا ثقافيا لا ماديا للإنسانية ومصدرا للتنمية المستدامة للمحيط الحيوي للأركان.
ويأتي الإعلان عن هذا اليوم العالمي بعد اعتماد الاقتراح الذي قدمه المغرب للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتمت المصادقة عليه بالإجماع من طرف الدول الأعضاء بنيويورك يوم 3 مارس 2021، حيث حصل المغرب بموجبه على دعم المجتمع الدولي لحماية هذا الموروث الطبيعي وتنمية مجاله الحيوي.
وقالت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني إن لشجرة الأرگان أهمية كبرى، نظرا لتعدد استخداماتها وبوصفها وسيلة من وسائل الكسب، فضلا عن دورها في زيادة المرونة وتحسين التكيف مع المناخ وتحقيق الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة-الاقتصادية والاجتماعية والبيئية-على المستوى المحلي.
وأشار المصدر ذاته إلى أن شجرة الأرگان لها استخدامات متعددة في الطبخ والأدوية ومستحضرات التجميل، ويعتبر زيتها من أندر الزيوت في العالم، ويعرف عنه علميا قدرته على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وفوائده للبشرة.
وبحسب المعطيات التي قدمتها الأمم المتحدة بمناسبة هذا اليوم العالمي، فإن شجرة الأرگان تتحمل درجة حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، وتعتبر معقلا حقيقيا ضد التصحر ويمكن أن تعيش لمدة 200 سنة، ويلزم 150 كيلوغراما من ثمارها لإنتاج ثلاثة لترات من زيت الأرگان.
وتتولى نساء الأرگان بشكل منهجي نقل الدراية التقليدية الخاصة باستخراج الزيت واستخداماته المتعددة إلى بناتهن ويعلمهن في سن مبكرة تطبيقها. وقد تزايد الطلب العالمي على زيت الأرگان، لكن على الرغم من هذه الزيادة، لم تتغير طريقة إعداد الزيت كثيرا.
ووفق معطيات الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأرگان (ANDZOA)، فإن هذا القطاع يوفر حاليا في المغرب أكثر من 25.500 منصب شغل، ويحقق معدل مبيعات سنوية يبلغ حوالي 1.2 مليار درهم.
وبفضل الترويج لهذه الشجرة المتوطنة في المنطقة الجنوبية الغربية من المغرب، تحظى منتوجاتها، خاصة زيت الأرگان، بتقدير كبير في جميع أنحاء العالم، حيث يقدر الإنتاج السنوي بـ5000 طن والصادرات بأكثر من 1200 طن.
ويقوم المغرب على إعادة تأهيل مجال الأرگان، وهو مشروع يشرف عليه قطاع المياه والغابات التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، ويمثل تحديا كبيرا لهذا القطاع، لا سيما في الحفاظ على المحيط الحيوي للأرگان.
وفي هذا الصدد، بذل قطاع المياه والغابات جهودا لإعادة تأهيل أكثر من 164 ألف هكتار من أصل 200 ألف هكتار المخطط لها، أي بمعدل 82 في المائة، وفي الوقت نفسه يجري تنفيذ برنامج غرس الأرگان الفلاحي في أراضي الخواص على مساحة 10 آلاف هكتار بحلول سنة 2022.
وفي إطار المجهودات التي يقوم بها مختلف الفاعلين لتنمية مناطق الأرگان، تقدر الاستثمارات التي قام بها جميع شركاء الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأرگان بين سنتي 2012 و2020، في مختلف القطاعات، بـ31 مليار درهم.
ويسعى المغرب لإطلاق دينامية جديدة في القطاع، من خلال استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” لقطاع الفلاحة المصممة حول ركيزتين استراتيجيتين رئيسيتين، تضع العنصر البشري على رأس الأولويات، مع ضمان استدامة التنمية الفلاحية.
وقد ساهم تنفيذ عدد من البرامج على مستوى قطاع الأرگان في وضع أهداف جديدة وطموحة في أفق سنة 2030، تتمثل في إعادة تأهيل 400 ألف هكتار من غابات الأرگان، وغرس الأرگان الفلاحي على مساحة 50 ألف هكتار، وإنتاج 10 آلاف طن من زيت الأرگان مع وضع علامة المؤشر الجغرافي المحمي على 500 طن وتصدير 5000 طن، إضافة إلى تسويق ما لا يقل عن 30 في المائة من الإنتاج عبر منصة رقمية مخصصة بحلول سنة 2030.