بينما تعيش مدينة الدار البيضاء حالة الطوارئ الصحية بسبب جائحة كورونا، على غرار باقي المناطق بالمملكة، قررت مؤسسة التعاون بين الجماعات “البيضاء” الشروع في استخدام الحافلات المستعملة المستوردة من أوروبا في شوارع شبه خالية من المواطنين.

وبدأت الحافلات المستعملة التي تحوزها شركة “ألزا”، المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، في التجوال لنقل الزبناء خلال هذه الأيام على قلتهم، على اعتبار أن غالبية البيضاويين توقفوا عن العمل وعن التنقل بسبب التقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات العمومية.

واستغرب عدد من المتتبعين للشأن المحلي وفعاليات جمعوية بالعاصمة الاقتصادية إقدام الشركة على الشروع في العمل بهذه الحافلات المستعملة في وقت تعيش فيه المملكة حظرا صحيا، وتكاد حركة التنقل فيها تكون منعدمة.

وشدد فاعلون مدنيون بالدار البيضاء، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن الشركة المفوض لها تدبير قطاع النقل كان لزاما عليها الشروع في العمل بهذه الحافلات عندما كان البيضاويون في أمس الحاجة إليها، وكانوا يتكدسون في حافلات مهترئة.

وكان المسؤولون بالدار البيضاء أكدوا في وقت سابق أن هذه الحافلات المستعملة، التي تم جلبها من إيطاليا وهولندا، سيتم العمل بها بداية السنة الجارية، غير أن البيضاويين لم ينعموا بها وظلت مركونة في المرآب طوال هذه المدة الزمنية.

ويبدو أن شركة النقل الحضري “ألزا” تتهيأ لما بعد جائحة كورونا ورفع الحجر الصحي وعودة الحياة إلى طبيعتها، حيث أطلقت ما يناهز 160 حافلة من أصل 400، وفق مسؤولين محليين، للعمل هذه الأيام والاستعداد للفترة المقبلة.

وينتظر أن تعرف الأيام المقبلة إطلاق العمل بباقي الحافلات المشكلة للأسطول، وذلك لتعويض حافلات “مدينة بيس” المهترئة، في انتظار 700 حافلة جديدة ضمن الصفقة التي أطلقت سابقا.

ويتخوف البيضاويون بعد انتهاء مرحلة حالة الطوارئ الصحية من تأثير هذه الجائحة العالمية على موعد وصول الحافلات الجديدة التي وعد عمدة الدار البيضاء بأن تكون جاهزة في نونبر 2020، ما سيجعلهم يمتطون حافلات مستعملة لأشهر أخرى قد تصل بهم إلى بداية 2021.

وقد اختفت الحافلات المهترئة التابعة لشركة “مدينة بيس” من الشوارع، بعدما كانت تسيء إلى وجه المدينة وسمعتها، خصوصا وأنها كانت تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين بسبب الأعطاب الميكانيكية التي تظهر عليها باستمرار وكذا بسبب توالي نشوب الحرائق بها.

hespress.com