أطلقت شركة “سنطرال دانون” بالمغرب، التابعة لمجموعة “دانون” الفرنسية، مجموعة من منتجات الحليب المدعمة بالحديد والفيتامين “د” بدءاً من درهم واحد فقط، حيث ستكون موجهة إلى الأطفال بالدرجة الأولى، قصد توفير نظام غذائي متوازن وغني بالمغذيات الدقيقة.

وتأتي المبادرة الجديدة، التي كشفت الشركة الفرنسية عن تفاصيلها خلال ندوة رقمية صباح الثلاثاء، في ظل الإحصائيات “المقلقة” لوزارة الصحة حول الموضوع عام 2019؛ فمن أصل أربعة أطفال مغاربة تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و12 سنة، يوجد طفل واحد يعاني من نقص الحديد (فقر الدم) على الأقل، فيما يعاني طفل واحد من بين ثلاثة أطفال من نقص الفيتامين “د”.

وترمي المبادرة الوطنية إلى ضمان نمو بدني وذهني جيد للأطفال المغاربة في المستقبل، من خلال باقة من المنتجات الغذائية التي ستكون متوفرة بأسعار منخفضة للغاية، قصد استهلاكها على نطاق واسع من لدن هذه الشريحة العمرية؛ وهو ما من شأنه التقليل من حدة هذه الظواهر غير الصحية.

وفي هذا الصدد، أفادت ناتالي ألكيي، الرئيسة المديرة العامة لشركة “سنطرال دانون”، بأن “المقاولة الغذائية تراهن على توفير منتجات صحية وسليمة للمغاربة على الدوام، وهو ما يتماشى مع سياسة العمل المُنتهجة بجميع أقطاب العالم”، مبرزة أن “الشركة راكمت خبرة كبيرة في هذا المجال على امتداد السنوات الطويلة”.

وأوضحت ألكيي، خلال الندوة الرقمية التي تطرقت إلى تفاصيل المبادرة الجديدة، أن “منتجات الحليب الجديدة ستواكب الاستهلاك اليومي للمواطنين، حيث ستكون بأسعار مناسبة تبتدئ من درهم واحد فقط؛ لأن الهدف يتمثل في تعزيز الصحة العامة للأطفال، استحضارا لمفهوم المقاولة المواطنة الذي نتبناه منذ التأسيس”.

وأكدت المسؤولة عينها أن “تقوية المنتجات الغذائية الأولية بالحديد والفيتامين “د” سيؤدي إلى تدعيم النمو الذهني والبدني للأطفال المغاربة، حتى نمهد الطريق أمام جيل شاب ناجح في الحياة المدرسية، وبعدها الحياة المهنية، بالنظر إلى المشاكل الصحية التي سجلتها المصالح الوزارية المعنية خلال السنوات الماضية”.

وتابعت المتحدثة بأن “المنتجات الجديدة تطلبت الكثير من التجارب والأبحاث العلمية الدقيقة، وقد استغرقت الكثير من الوقت أيضا، حيث عبّأت الشركة 400 باحث عبر العالم، ضمنهم 25 باحثا مغربيا، بغية صناعة منتجات سليمة وصحية”.

من جهته، أشار نبيل العياشي، مختص في التغذية، إلى أن “الأسر لا تتوفر على معلومات كافية بخصوص التغذية الموجهة إلى الأطفال الصغار، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و12 سنة؛ لأن هذه الفترة تكون حاسمة أثناء نمو الطفل، ومن ثمّ فإن أي نقص بالتغذية سيؤدي بالضرورة إلى اختلال المكونات الأخرى”.

وأبرز العياشي أن “منظمة الصحة العالمية سبق أن نبهت إلى مخاطر نقص الحديد والفيتامين “د” بالنسبة إلى الأطفال؛ لأن ذلك سيؤثر بالسلب على نموهم الطبيعي، على اعتبار أن الحديد يقوي الخلايا الدماغية؛ أي أنه يضمن النمو الذهني والتركيز، فيما يكون الفيتامين “د” مسؤولا عن صلابة العظام؛ بمعنى تعزيز النمو البدني”.

ولفت الأخصائي المغربي إلى أن “التحسيس عملية أساسية لتجاوز المشاكل القائمة في مجال الصحة بشكل عام، تحديدا ما يتعلق بصحة الطفل، لأن أي اختلال خلال فترة الطفولة سينتج عنه مشاكل جمة في الحياة المستقبلية؛ ما سيؤثر كذلك على وظائف الدولة، لأن الطفل الحالي هو لبنة الجيل القادم”.

وبخصوص مصادر الفيتامين “د”، فقد أورد العياشي أنه يُستمد بالأساس من أشعة الشمس، بالإضافة إلى الأسماك والبيض والحليب، بينما يتم الحصول على مادة الحديد من القطاني واللحوم بكافة أنواعها، داعيا إلى تدعيم الأغذية الأولية التي تباع بالأسواق بهذه الفيتامينات.

وتقوم شركة “دانون سنطرال” بطرح عشرين منتجا مدعما بالحديد والفيتامين “د”، تحت علامات “Jibi”و”Moufid” و”Dan’up”، وهي متوفرة لجميع الأذواق المفضلة لدى الأطفال مع محتوى غذائي متوازن، فضلا عن كونها غنية بالكالسيوم والعناصر الغذائية الأساسية.

وستكون المنتجات الجديدة متوفرة بأشكال متنوعة، سواء للشرب أو بالملعقة، بأسعار متاحة للجميع بدءا من درهم واحد؛ وهو ما يعكس التزام الشركة تجاه جيل الأطفال، حتى يتمتعوا بصحة بدنية وعقلية عالية، ما يتماشى مع أدوار المؤسسة، وفق مضامين الندوة سالفة الذكر.

hespress.com