إضافة إلى جوّ الجائحة وأسئلة الدّراسة الحضوريّة في ظلّها، تتجدّد معاناة مجموعة من التّلاميذ في أقاصي المغرب مع بُعد المؤسّسات الدراسية عن أماكن سكنهم، ووضعيتها.

ومن بين نماذج هذه الصعوبات ما يعيشه العديد من تلاميذ الجماعة الترابية تومليلين، الموجودة بقيادة أيت عبدالله، دائرة اغرم، بإقليم تارودانت.

ويشتكي مجموعة من التلاميذ وأولياء الأمور والمتابعين لوضعية التعليم بالمنطقة من استمرار إغلاق المدرسة الجماعاتية الموجودة بمركز الجماعة، وخطورة التّنقل لكيلومترات عديدة على التلاميذ، فضلا عن وضعية بعض المؤسسات التعليمية.

في هذا السياق يقول عادل أداسكو، رئيس جمعية إدوسكا أوفلا للثقافة والتنشيط الفني، إنّ “تدهور التعليم بالمنطقة، وخصوصا بالمستوى الابتدائي، أمر غير مقبول”، ويضيف: “من حق أبناء ‘أدرار’ أن يدرسوا وتتوفر لهم الإمكانيات مثلهم مثل عموم تلاميذ المغرب”.

ويزيد المتحدّث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “لا يخفى على أحد مدى تراجع قيمة التعليم في منطقة إدوسكا أوفلا، بجماعة تومليلين، وهو التراجع المُخزي الذي يضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل التلاميذ، خصوصا الذين لا تتوفر لديهم الإمكانيّات المادية، وهم الغالبية الساحقة من أبناء الساكنة”.

ويضيف الفاعل الجمعويّ: “نَحُثُّ نيابة التعليم بتارودانت والمسؤولين بوزارة التعليم على الارتقاء بمؤسسات التعليم بتراب جماعة تومليلين وتوفير جودة التعليم بها، خاصة مع استمرار إغلاق المدرسة الجماعاتية المتواجدة بمركز الجماعة في وجه تلاميذ المنطقة؛ وفي ظلّ الانفلات الخطير في التسيير المدرسي بمنطقة إدوسكا، الذي يتطلب تشكيل لجان تفتيش بمعنى الكلمة، قادرة على رصد التجاوزات بدون صمت؛ لأن مستقبل بلادنا من مستقبل أبنائها”.

ويزيد أداسكو: “الجماعة القروية تومليلين تسلمت قبل سنتين ثلاث سيارات لنقل التلاميذ صوب مؤسسات الدراسة، ولا تعمل منها سوى سيارة واحدة، ما يدعونا إلى طرح سؤالِ ما مصير السيارتين اللتين رصَدت لهما الدولة ميزانية هامة؟”.

ومن بين ما ينقله الفاعل الجمعويّ في حديثه مع هسبريس “معاناة تلاميذ الابتدائي الذين يدرسون بالأقسام التعليمية غير المؤهّلَة للتّدريس البيداغوجي الموجودة بالمنطقة، ومعاناة تلاميذ الإعدادي والثانوي مِن مشكل التنقل، خاصة في الدواوير التي تبعد عن الطريق المعبد”.

ويزيد أداسكو: “يضطر تلاميذ هذه الدواوير الموجودة داخل تراب جماعة تومليلين إلى قطع العديد من الكيلومترات للوصول إلى نقطة الالتقاء مع سيارة نقل التلاميذ صوب ثانوية إيغرم، التي تبعد عن منطقة إدوسكا بـ 50 كيلومترا، وإعدادية أيت عبدالله التي تبعد بـ20 كيلومترا”.

hespress.com