ترأس عبد السلام بيكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء وعامل إقليم العيون، مساء السبت، بقاعة قصر المؤتمرات مراسيم الإنصات إلى الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.

وحضر مراسيم حفل الإنصات إلى الخطاب الملكي، الذي تم في احترام تام للتباعد الاجتماعي وتدابير الحد من انتشار فيروس “كورونا المستجد”، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة عيسى البلوشي، ورؤساء المجالس المنتخبة، إلى جانب الوكيل العام للملك، ورئيس محكمة الاستئناف، ورؤساء الجماعات الترابية، ورؤساء المصالح الخارجية، والهيئات القضائية والأمنية والعسكرية، وثلة من شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني ورجال الإعلام بالمدينة.

وفي هذا الصدد، خصص الملك محمد السادس المضمون الرئيسي لخطابه للمكتسبات السياسية والاقتصادية التي حققتها المملكة في ملف الصحراء المغربية.

وقال العاهل المغربي إن “المناسبة الوطنية التي يحييها المغاربة هذه السنة شكلت نموذجا فريدا في التعبئة الجماعية والالتزام والانضباط والتشبث بالحق”، مشيرا إلى أنه من خلال هذه المسيرة أثبت المغاربة القدرة على رفع التحديات ودخول التاريخ باسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة”.

وثمن الخطاب الملكي المكاسب القانونية والدبلوماسية للبلاد، خاصة بعدما فتحت دول شقيقة قنصليات في الصحراء المغربية، مثيرا الانتباه إلى أن هذا التعاطي يعد اعترافا واضحا بمغربية الصحراء من جهة، والاستقرار والرخاء في الأقاليم الجنوبية للمملكة من جهة أخرى.

وبعدما أبرز رفض عرقلة السير الطبيعي بين المغرب وموريتانيا، أو تغيير الوضع في الجانب الشرقي من الصحراء المغربية، أبان الملك عن تشبث المملكة بالمنطق والحكمة دون التفريط في حق صد محاولات النيل من الاستقرار بقوة وحزم، كما أكد ثقة البلاد في قدرة الأمم المتحدة و”المينورسو” على حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة.

وبهذه المناسبة، قال محمد عالي عمارة، أحد شيوخ تحديد الهوية، إن أعيان وشيوخ القبائل الصحراوية تفاعلوا مع الخطاب الملكي، الذي جاء شاملا في رصد النجاحات التي حققتها المملكة على مستوى المشاريع التنموية الضخمة بالأقاليم الجنوبية، من خلال تنزيل المضامين المتعلقة بالنموذج التنموي.

وأضاف شيخ قبيلة آيت لحسن، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ميناء الداخلة الأطلسي من بين أهم هذه المشاريع التي ركز جلالة الملك محمد السادس على أهميتها”، مشيرا إلى أن “الملك أكد أن ميناء الداخلة قادر على أن يساهم في تعزيز هذا التوجه، وتطوير اقتصاد بحري حقيقي لما تتوفر عليه الصحراء المغربية من مؤهلات، ويكون صلة وصل مع العمق الإفريقي للمملكة المغربية”.

وبخصوص الاستفزازات الأخيرة التي عمدت جبهة البوليساريو الانفصالية إلى خلقها بمنطقة الكركرات، أوضح عمارة أن “الملك نصره الله أبرز رفض المملكة عرقلة السير الطبيعي بين المغرب وموريتانيا، أو أي تغيير للوضع في الجانب الشرقي من الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن “الملك شدد على تشبث المملكة بالمنطق والحكمة دون التفريط في حق صد محاولات النيل من الاستقرار بقوة وحزم”. وأضاف أن “ملك البلاد جدد ثقة البلاد في قدرة الأمم المتحدة وبعثة “المينورسو” على حماية ومراقبة وقف إطلاق النار بالمنطقة”.

وفي معرض حديثه لجريدة هسبريس، شدد عمارة على أهمية الإشارة الى الدينامية الدبلوماسية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية، من خلال فتح القنصليات العامة لدول إفريقية شقيقة، إلى جانب الدلالة التاريخية لفتح قنصلية عامة للإمارات العربية المتحدة، التي كانت من أهم الدول المشاركة والمؤيدة للمسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975.

[embedded content]

hespress.com