تردد صدى “الفيضانات” التي شهدها المغرب في معظم المنشورات الإعلامية الإقليمية والدولية، التي تناولت مخلفات التساقطات المطرية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة بالدرجة الأولى، بعدما عجزت البنى التحتية القائمة عن استيعاب كميات المياه الكبيرة التي “أغرقت” شوارعها.

ولم تعد وسائل الإعلام العالمية منشغلة بالمنجزات الدبلوماسية المحققة على صعيد الصحراء المغربية، بل أصبحت الأنظار موجهة إلى “زخات الأمطار”، وهي النقطة الأساسية التي تطرق إليها “ربورتاج” تلفزي للقناة الفرنسية “تي في 5 موند”، حيث رصد مظاهر “الفوضى” التي سادت الدار البيضاء إبان تهاطل الأمطار.

وأشار التقرير التلفزيوني إلى “الخسائر” التي تعرضت لها البنيات التحتية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، من قبيل الانهيارات المتتالية لبعض المباني الآيلة للسقوط في الحي المحمدي، و”اختناق” شبكات تصريف مياه الأمطار، موردا أن السلطات المنتخبة والشركة المفوض لها تدبير القطاع تتقاذفان مسؤولية الأحداث “المأساوية”.

وخصصت القناة الفرنسية “RFI” حيزا كبيرا للحديث عن الوقائع التي عرفتها بعض مدن المغرب، معتبرة أن مدينة الدار البيضاء هي “المتضررة” بشكل أكبر من التساقطات الأخيرة، وهو ما دفع السكان إلى توجيه انتقادات “حادة” إلى المجلس المنتخب، بعدما انقطع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء، و”غرقت” مراكب السيارات، وتوقفت حركة الجولان في محاور طرقية عدة، وفق مضامين التقرير الإخباري.

كما رصدت القناة الفرنسية “بي أف أم” مظاهر الأضرار المادية والبشرية التي لحقت البنيات التحتية بالقطب المالي للبلاد، لافتة إلى انهيار كثير من المنازل القديمة جراء “الأمطار الاستثنائية”، وما ترتب عن ذلك من وفيات، مبرزة أن شبكات تصريف المياه قد “اختنقت” أثناء تساقط الأمطار.

وأورد الموقع الإخباري “ذي ديزويت نيوز”، المتخصص في الشأن الرياضي، أن المباراة التي جمعت فريق الرجاء الرياضي بمنافسه السنغالي “تونجيث”، ضمن منافسات دوري أبطال إفريقيا، قد لعبت في “بحيرة”، جراء تحول ملعب محمد الخامس إلى بركة مائية.

على صعيد آخر، تطرقت صحيفة “ذي وورلد نيوز” لحيثيات الانهيارات التي طالت مباني الحي المحمدي بالدار البيضاء، مؤكدة أن حصيلة الضحايا بلغت ثلاثة أشخاص، بينهم طفل صغير، قبل أن تتدخل المصالح المعنية لتطويق الوضعية “الحرجة”، غير أن مزيدا من العمارات المتآكلة ما زالت مهددة بالسقوط، تبعاً للمنشور عينه.

وتناولت قصاصة إخبارية منشورة في صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية الموضوع ذاته، موردة أن التساقطات المطرية التي شهدها المغرب أدت إلى انهيار مجموعة من المباني القديمة بالدار البيضاء، مبرزة أيضا أن السلطات المحلية المختصة دخلت على خط الأزمة القائمة.

وذكرت صحيفة “أفريكا نيوز” أن “الفيضانات” غير المسبوقة خلفت أضرارا كبيرة بالمدن المغربية، خاصة الدار البيضاء، مبرزة أن السكان المتضررين يعتزمون تقديم شكايات قانونية إلى الهيئات الإدارية المعنية بذلك، فيما أعلن مجلس المدينة عن حالة طوارئ مستعجلة لإنقاذ القطب المالي من “الغرق”.

وقالت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” بدورها إن التساقطات المطرية “أغرقت” شوارع وأحياء مدينة الدار البيضاء، و”عطلت” أيضا حركة الجولان والسير، بينما غمرت المياه العمارات السكنية، خاصة تلك امتواجدة في أحياء عين الشق والحي الحسني ومولاي رشيد، في حين تحول ملعب كرة القدم محمد الخامس إلى “بحيرة مائية”.

من جهتها، أفادت قناة “سكاي نيوز عربية” بأن مياه الأمطار غمرت شوارع الدار البيضاء التي تحولت إلى “مدينة عائمة” بين عشية وضحاها، بعدما أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات غمرت المنازل والطرقات، مشددة على أن سكان الشريان الاقتصادي للبلاد وجدوا أنفسهم “محاصرين” وسط مساكنهم.

أما صحيفة “يورو نيوز”، فأوضحت أن هطول الأمطار أفضى إلى حدوث فيضانات غمرت بيوت السكان القاطنين على طول الشاطئ الواقع شرق العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، التي شهدت سيولا هائلة أغرقت أحياء سكنية وطرقات عدة، حسب التقرير الإخباري الذي أشار إلى تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لوسم “#كازا_تغرق”.

ولفتت صحيفة “العربي الجديد” إلى أن المغاربة استشاطوا غضباً من الصور المتداولة لفيضانات أصابت مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية والقلب النابض للمغرب، وصرّف المعلقون غضبهم في منشورات حانقة وساخرة، مؤكدة أنها لم تكن أمطارا طوفانية، لكن تلك الكمية المعقولة تسببت في تأثيرات فضحت أزمة البنية التحتية في المدينة.

hespress.com