يعيش عدد من المهاجرين السريين المغاربة ضواحي مدينة بولونيا الإيطالية في أوضاع مزرية، لعدم توفرهم على الوثائق الثبوتية التي تمكنهم من تقديم طلبات الاستفادة من تسوية وضعيتهم القانونية.

ويعود سبب عدم تمكن المهاجرين السريين المغاربة الذين يعيشون في مدينة أنكونا من الحصول على وثائق ثبوتية إلى بُعد القنصلية العامة المغربية الموجودة في مدينة بولونيا، التي تبعد عن المدينة سالفة الذكر بأزيد من 300 كيلومتر.

وأفادت بشرى العميري، فاعلة جمعوية مغربية مقيمة في مدينة أنكونا، بأن وضعية المهاجرين السريين المغاربة، ومنهم مَن يوجد في السجن، تزداد تعقيدا بسبب غياب إمكانية أخذ مواعيد لوضع ملفات حصولهم على الأوراق الثبوتية بالقنصلية العامة المغربية ببولونيا.

وأضافت الفاعلة الجمعوية نفسها في تصريح لهسبريس: “أحاول التواصل مع القنصلية لكن لا مجيب، ولا يمكني أن أسافر 300 كيلومتر ذهابا ومثيلتها إيابا إلى بولونيا من أجل أخذ موعد لوضع ملفات المهاجرين الراغبين في الحصول على وثائق ثبوتية”، مشيرة إلى أن هؤلاء ينقسمون إلى فئتين، فئة تواجه التشرد في الشوارع وأخرى موجودة في السجن.

وحاولت هسبريس الاتصال بالقنصلية العامة المغربية في مدينة بولونيا، صباح الإثنين، من خلال الرقم الخاص بكتابة القنصل العام، لكن دون رد، قبل أن يتعذّر الاتصال بالقنصلية بعد منتصف النهار، رغم أن أوقات عملها تمتد من الساعة التاسعة صباحا إلى الثالثة بعد الزوال، حسب الإرشادات المبثوثة عبر رقمها الهاتفي.

وقالت بشرى العميري إن وسائل الإعلام الإيطالية بدأت تتحدث عن موضوع المهاجرين السريين الذين يجدون صعوبة في الحصول على وثائق إثبات الهوية، وزادت: “ونحن نحاول أن نجد حلا لهذا المشكل حتى لا تُخدش سمعة بلدنا هنا في إيطاليا”.

وأوضحت المتحدثة ذاتها أن المهاجرين السريين المغاربة بإمكانهم أن يشتغلوا لمدة معينة في إطار حق اللجوء الإنساني، ولكن عدم توفرهم على الوثائق الثبوتية يجعل استفادتهم من هذا الحق مستحيلا، ما يدفع السلطات الإيطالية إلى وضعهم في السجون بسبب امتلاء المراكز المخصصة للإيواء المهاجرين.

وتضيف الجمعوية نفسها أن بعض المهاجرين السريين لا يتوفرون حتى على بطاقة التعريف الوطنية، وعندما يلجؤون إلى القنصلية يتم إرسال طلباتهم إلى المغرب، حيث تظل تنتظر المصادقة عليها لشهور طويلة، وهو ما يؤزم وضعيتهم أكثر، مردفة: “نخشى أن يصبحوا مدمني مخدرات أو يتم استغلالهم في الاتجار بها”.

وناشدت العميري المسؤولين المغاربة أن يلتفتوا إلى وضعية المهاجرين السريين المغاربة في مدينة أنكونا، قائلة: “هؤلاء المهاجرون يوجدون في مأزق بمعنى الكلمة، وخاص القنصلية توقف بجنبهم، على الأقل يفتحوا لينا البيبان ويستمعوا لينا”، مقترحة إعمال قنصلية متنقلة للاقتراب من المهاجرين المعنيين.

من جهة ثانية، قالت المتحدثة، وهي أيضا عضو الصليب الأخضر، إن بُعد القنصلية المغربية يصعّب أيضا الأعمال التطوعية التي يقوم بها المهاجرون المغاربة في مدينة أنكونا، موضحة أنها تسعى إلى إرسال سيارتي إسعاف إلى المغرب منذ مدة، ولكنها تحتاج إلى ترخيص من القنصلية، ومعتبرة أن مثل هذه الوثائق يجب أن يعاد النظر في طريقة تسليمها تسهيلا لمثل هذه الأعمال التطوعية.

hespress.com