متراوحة بين الهجوم والدفاع، بقيت السياسات الإعلامية في الجزائر والمغرب بنفس منطق الدبلوماسية في كلا البلدين؛ ففي وقت استكانت مؤسسات إعلامية مغربية إلى ضبط النفس ونقل الوقائع، استعان صحافيون ومؤسسات جزائرية بكثير من “شحن الجماهير”.
وعلى امتداد الأسابيع القليلة الماضية، وضع إعلاما البلدين نفسيهما في وضعية تقابل، إذ جرى تبادل الانتقادات البينية، فيما انتشرت كثير من الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بشن حرب داخل الصحراء، وكانت كلها صادرة عن جبهة البوليساريو.
ومازالت التقاطبات قائمة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وصدور قرار استئناف العلاقات مع إسرائيل، وهو ما دفع بإعلام الجارة الشرقية إلى رشق المغرب بمصطلحات متفرقة، تلتقي في العداء.
ومعروف أنه في كلا البلدين تكرس المشاكل السياسية تناولا إعلاميا متوترا لمختلف القضايا، وعلى رأسها قضية الصحراء، ومساندة جبهة البوليساريو، التي تعتبرها أدوات الإعلام بالجزائر مادة دسمة لاستفزاز الشعور الجمعي للمغاربة.
الشرقي الخطري، مدير مركز الجنوب للدراسات والأبحاث، قال إن النقاش الإعلامي اتجه كله نحو توجيه الرأي العام، والدفاع عن المصالح، ثم التنبيه إلى خطر جمعي، مسجلا أن السياق الحالي أفقد مواقع التواصل الاجتماعي المصداقية، بترويجها أكاذيب.
وأضاف الخطري، في تصريح لهسبريس، أن الصورة العامة للمشكل القائم يجب تكوينها من خلال البيانات والتصريحات الرسمية، متأسفا لترويج أخبار زائفة كثيرة أدخلت الإعلام في حالة حرب بدوره، وزاد: “الإعلام استخدم من أجل درء الخطر عن البلد، رغم تفاوت المعالجة”.
وأوضح الدكتور في مجال الإعلام والاتصال أن “المغرب اتجه أكثر نحو ضبط النفس وطرح أمور انسيابية عبر نشرات ومحللين ومقالات إعلامية، لكن الجزائر في المقابل اتجهت إلى ما يشبه حربا مفتوحة على مستوى الإعلام بشتى أنواعه”.
وأكمل الخطري تصريحه قائلا: “الإعلام الجزائري استعان كذلك بأساليب التهديد، وصحافيين خارج الدوائر الرسمية، من أجل مهاجمة المغرب”، متأسفا للتعبئة الشاملة التي تمت في اتجاهات إعلامية تفيد الهجوم على مختلف الأطراف.