الإثنين 15 فبراير 2021 – 09:13
لا يمكن لأي مواطن عاقل أن يعطي طقوس تحية الملك أكثر من حجمها، فهناك من يقبل يده، وهناك من يقبل كتفه، وهناك من يوجه إليه التحية العسكرية، وهناك من يختار التحية الأوروبية.. ولا يمكن لهذا الطقس أن يأخذ أكثر من حجمه طالما أن المؤسسة الملكية والدولة المغربية لم يسبق لهما أن عاقبتا أي مواطن بسبب “شكليات تحية الملك”، كما أن الملك نفسه يختار عدة طرق لتبادل العطف المولوي مع مواطنيه، وعدسات المصورين سبق لها أن التقطت صورا للملك محمد السادس وهو يقبل رؤوس مواطنين تضامنا معهم في فاجعة، كما سبق للصحافة أن تداولت على نطاق واسع صورة له وهو يقبل رأس زعيم حكومة التناوب الراحل عبد الرحمان اليوسفي.. ونقولها للمرة المليون: إن هذا الطقس مرتبط بعادات المغاربة في إبداء الاحترام إزاء بعضهم البعض، وأغلبية الأبناء يقبلون أيدي آبائهم، ولا علاقة للأمر بالخوف.
اِحترم تُحترم، ومن كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، لكن في جزيرة الجزائر، حيث يبلغ التعتيم أوجه، وحيث تبلغ “طقوس تكبيل العقل” أوجها على المستوى الإعلامي، تجاوزت قناة “الشروق” الجزائرية حدود اللباقة في محاولتها الإساءة إلى شخص الملك محمد السادس، عبر “برنامج بئيس”، حيث تبدو القفشات الإعلامية مثل التعازي، وحيث يبدو الضحك المصطنع البادي على الوجوه الشاحبة المنافقة للحاضرين والضيوف مثل “النواح”.. إنه ضحك كالبكاء.
البطالة، والجهل، ومرض الرئيس، وتطاول المؤسسة العسكرية على كافة مناحي الحياة، واستعمار غاشم لا يزال يفرض شروطه على أدق تفاصيل الحياة، ويفرض وصايته على الإعلام والأعمال، ليظهر أعضاء الحكومة في الجزائر مثل الدمى الميتة الشاحبة في أفلام الرعب.. ومع كل هذا التخلف يحاول “العدو الجاهل” الترويح عن نفسه بإظهار عدائه للمغرب، وقائد الثورة التنموية الأول في المملكة، الملك محمد السادس، الذي استطاع في ظرف عقدين من الزمن ضمان احترام قادة أكبر الدول في العالم، بالإضافة إلى احترام قادة الدول الإفريقية، الذين لقنوا الجزائر درسا كبيرا في الأيام القليلة الماضية، بطردها من أجهزة الاتحاد الإفريقي بسبب انحيازها إلى أطروحة “الوهم الانفصالي”.
لن ينزل الإعلام المغربي إلى مستوى منحط ويهاجم رموز الدولة الجزائرية، احتراما لإخواننا “المواطنين الجزائريين المحتجزين في الجزائر”، ولكن زلة وسيلة إعلام محسوبة على الجزائريين تستحق كل التوبيخ، شأنها شأن التصرفات الطائشة لبعض منتحلي صفة ممثلي الشعب الجزائري، من الذين فرض عليهم مراسلة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والأكيد أن هذا الأخير سيضحك ملء فيه عندما يقرأ عبارة “نحن في الجزائر، مثلنا مثل أمريكا”، إن وجد فريقه الوقت لقراءة مثل هذه الرسائل التي يكون مصيرها في أغلب الحالات سلة المهملات.
إن الإعلام الجزائري، الذي ينهل من محبرة الانغلاق الشيوعي القديمة، لا يعرف أن العالم تغير، وأي إعلام هذا الذي يروج لقصف وهمي انطلاقا من جبهة البوليساريو نحو المغرب، بينما لعبة “الشهب الاصطناعية” التي تلعبها البوليساريو باتت مفضوحة أمام العالم، وقد قال العرب قديما إن “الضحك يفسخ البيع”، أما الضحك الإعلامي الجزائري فمن شأنه تكريس فساد هذا الجوار. فما أحوجكم أيها الجزائريون إلى قائد عظيم مثل الملك محمد السادس حتى يخلصكم من هذا الجهل الجاثم على قلوبكم، وعزاؤنا واحد في إعلامكم الشارد، الذي يسعى إلى تغطية الشمس بالغربال. وهنيئا للمغرب بملكه محمد السادس.. عاش الشعب وعاش الملك..