وجد طلبة بعض كليات جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أنفسهم واقعين في حيص بيص؛ فقد كانوا يستعدون لإجراء الامتحانات الجامعية المؤجلة في الأيام المقبلة، إلا أن عدم استقرار الحالة الوبائية بالمدينة دفع السلطات الحكومية إلى تمديد الإجراءات الاحترازية وتشديدها للمرة الثانية، وبالتالي تمديد إغلاق المؤسسات الجامعية لأربعة عشر يوما إضافيا.

وبدأ الطلبة، خصوصا على مستوى كلية الحقوق بالمحمدية التابعة لجامعة الدار البيضاء، منذ إعلان الحكومة مساء الجمعة تمديد الإجراءات الاحترازية بالدار البيضاء، في الاستفسار عن الطريقة التي ستعتمدها رئاسة الجامعة لإجراء الامتحانات الخاصة بالموسم الجامعي الماضي، لا سيما وأن الوضع الوبائي ما زال يتفاقم.

وبينما يرغب عدد من الطلبة بإجراء الامتحانات حضوريا، فإن آخرين يَرَوْن أن الوضع المتفاقم لجائحة كورونا وتسجيل إصابات في صفوف الأساتذة والأطر التربوية والإدارية على الصعيد الوطني، يفرض إجراءها عن بعد لإنقاذ الموسم الجامعي المنصرم، أو عن طريق تقديم بحوث للأستاذة عبر البريد الالكتروني للخروج من هذا النفق المظلم.

وفي الوقت الذي شرعت فيه بعض الكليات، على غرار “كلية عين الشق” وكلية “طريق الجديدة”، في إجراء الامتحانات عن بعد، فإن كليات أخرى، وعلى رأسها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، ما تزال تتخبط في اتخاذ القرار المناسب لإنهاء حالة التيه التي يعيشها الطلبة.

وينتظر أن تعقد الكلية المذكورة اجتماع مجلسها الإداري غدا الاثنين للحسم في هذا الإشكال وإنهاء الموسم الدراسي الماضي بأقل الخسائر؛ إذ يرتقب أن تلجأ إلى إجراء الامتحانات عن بعد للخروج من عنق الزجاجة، وذلك على غرار كلية الآداب التي نظمت الامتحانات عبر إجراء بحوث ترسل إلى الأساتذة.

وبحسب مصادر جامعية، فإن مجموعة من الأساتذة باتوا يطرحون إجراء الامتحانات عن بعد أو عبر تقديم بحوث وعروض كتابية، مؤكدين استعدادهم لإنجاح هذه الخطوة، وهو ما يرحب به الطلبة الذين عبروا في مجموعات افتراضية خاصة بهم عن رفضهم للامتحانات حضوريا لأنها تشكل خطرا عليهم وعلى ذويهم وعلى الأساتذة.

وأعلنت رئاسة جامعة الحسن الثاني، عقب قرار السلطات الحكومية تمديد الإجراءات الاحترازية بالدار البيضاء، عن تمديدها العمل بالتدابير المعتمدة حاليا من طرف مؤسساتها لمدة أربعة عشر يوما إضافية، ابتداء من يوم الاثنين 21 شتنبر الجاري.

وكانت رئاسة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء قد توصلت بعريضة من طلبة كلياتها، تؤكد عدم جاهزية الطلاب لإجراء الاختبارات، وتدعو في المقابل إلى الاستعانة بالامتحانات عن بعد.

وطالب أصحاب العريضة بتأجيل الاختبارات إلى حين استقرار الأوضاع الصحية بالبلد وتوفير وسائل نقل آمنة للجميع، أو إجرائها عن بعد، وذلك لضمان سلامة الجسم الجامعي من إمكانية الإصابة بعدوى كورونا.

hespress.com