عالم من "الدرون" يناديكم
صورة: مواقع التواصل الاجتماعي

سعيد ابن عائشةالإثنين 19 أبريل 2021 – 15:14

عندما قتل البندير، قائد ما يسمى بالدرك في جبهة البوليساريو، قالت وسائل الإعلام العالمية إن طائرة “الدرون” المغربية هي التي صنعت التفوق في الميدان، وتباكى المعلقون على استعمال تقنية مغربية غير مسبوقة، لأن خصوم المغرب المتعاطفين مع “الوهم” ينتظرون من المغرب أن يحمل أسلحة بدائية لمواجهة جماعة إرهابية بدائية في الصحراء. ينتظرون من المغرب أن يوجه فوهة المدافع البدائية نحو تندوف، وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، لكي يصبح الجميع في كفة واحدة. لكن الجيش الملكي استطاع أن يؤكد تفوقه على كافة المستويات.

إن مجرد قراءة بسيطة في تقنيات الطيران الحديثة تؤكد أن الجيوش العالمية لم تعد تتسابق على امتلاك الطائرات النفاثة، التي تستهلك أطنانا من الوقود وهي تحلق في الأجواء بشكل “فضائحي”، بل أصبحت كل الجيوش تتسابق على امتلاك الطائرات المسيرة عن بعد.. هذه الوحوش الآلية التي تحلق في السماء ساعات طويلة، ولغايات محددة سلفا، بل إن هذه “المخلوقات” يمكنها ممارسة القتل والتفجير عن بعد دون رحمة ولا شفقة. إنها كائنات تبرمج على أهداف محددة، وهي لا ترحم، ولا تمل من الترصد، ولا تتوقف مهمتها إلا بهلاك الهدف المحدد أو تجميع المعلومات الاستخباراتية عن الأهداف المحددة.

لقد بات مؤكدا أن الجيش الملكي المغربي حسم اختياره، (وهذا عين الصواب) بامتلاك تقنيات “الدرون”، التي ستعزز أسطول الدفاع الجوي، وآخر ما تم ترويجه في هذا المجال هو سعي المغرب إلى امتلاك 12 طائرة بدون طيار أو ما يعرف بـ”الدرون” من طراز “Bayraktar TB2” التركية. هذه الطائرة يمكنها “التحليق حتى ارتفاع 20 ألف قدم، وحمل أوزان تصل 150 كلغ، والطيران 24 ساعة متواصلة، كما تتمتع بميزة الاستطلاع الليلي، وإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف”، حسب التعريف الرائج حول هذا النوع، علما أن التقارير الصحافية، الصادرة عن مؤسسات صحافية عالمية، وضعت المغرب ضمن مقترحات الصفقات الضخمة، التي تم ترويجها على هامش اتفاق التعاون الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، حيث قيل إن “الولايات المتحدة اقترحت بيع أسلحة بقيمة مليار دولار للمغرب، من بينها طائرات بدون طيار (عددها أربعة على الأقل) من طراز”MQ-9 Reaper” ، وهي طائرة قاتلة فائقة التقنية، يمكن اعتبارها بمثابة “صقر طائر”، تترصد أهدافها بتقنيات عالية، من خلال 42 ساعة من الطيران، حيث إن هذا الجيل الأول من طائرات التجسس عن بعد استطاع أن يراكم تجربة نظام كامل للطيران، ويمكنه الوصول إلى أهدافه بدقة عالية.

في مناطق النزاع، في المظاهرات والحروب، يمكن لهذه المخلوقات عديمة الإحساس (الدرون) أن تغير ميزان القوة، دون أن يلاحظ أي أحد وجودها، إذ بإمكانها تحديد الأهداف بصمت. كما يمكنها تحديد هوية محركي الاحتجاجات، وإنجاز التقارير عن تحركاتهم. وهذه ليست سوى البداية في عالم “الدرون”، حيث بات العلماء من الآن يتوقعون تحميل مليارات المعلومات في هذه الأجسام الطائرة لتعقب الإنسان في أدق تفاصيل حياته، بدءا بفصيلة دمه والمكالمات والاتصالات واللقاءات التي يجريها، ووصولا إلى تنفيذ العقوبة التي برمجت له، انطلاقا من مركز القيادة. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ومن فاته قطار “الدرون” لن تقبل منه أي شكاية بالتأكيد.

البوليساريو الجيش المغربي الدرون المغرب

hespress.com