الإثنين 28 دجنبر 2020 – 16:02
لكل زمن رجاله، ورجالُ هذا الزمان هم الذين وقفوا ببسالة في وجه الخطر المحدق عند حدود الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث يرابض أفراد القوات المسلحة الملكية ببسالة منقطعة النظير، في زمن جائحة “كورونا”، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية..
وربما لا يعلم كثير من المواطنين أن عملية تأمين معبر الكركرات، وإن كانت سلمية وذات طابع مدني، فإنها لم تكن إلا الحلقة الأخيرة لانتصار هادئ لأبطال شجعان تحمّلوا، لأيام عديدة وبصدر رحب، استفزازات المأجورين وكلامهم النابي، قبل أن تصدر الأوامر بتنظيف المعبر من قُطّاع الطرق الذين تسببوا في فساد بضاعة التجار والمصدرين؛ وهي العملية التي لم تكن لتنجح دون عملية تنسيق عالية أشرف عليها الجنرال دوكوردارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية.
لم يكن نجاح عملية الكركرات، دون إطلاق نار، مجرد عمل عسكري عاديّ؛ بل إن عنصر المفاجأة والدقة جعل دولا كثيرة في العالم تنوه بهذا التدخل السلمي للجيش. ولم تكن العملية لتكتمل دون انتقال الجنرال الوراق لمؤازرة زميله الجنرال دوكوردارمي الفاروق بلخير، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية..
سواء تعلق الأمر بتأمين معبر الكركرات، أو تأمين المناطق القريبة منه، بعد تورط ميلشيات “البوليساريو” في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الجنرال دوكوردارمي الوراق كثّف من حضوره الميداني بالمنطقة، قبل أن يقود وفدا رفيع المستوى إلى الجارة موريتانيا، حيث جرى توقيع اتفاقات عديدة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري، خلال الأيام القليلة الماضية؛ وهو ما كرس انتصار الجيش الملكي على الأرض في احترام كامل للمقتضيات الأممية.