برحيل الأكاديمي عبد الوهاب التازي سعود، يودع المغرب اسما بارزا في مشهده الثقافي، والتكوين الجامعي، والبحث اللُّغوي والتحقيق.

كان الفقيد رئيسا لجامعة القرويين، وشهد جيله على محاولته تطويرها وتطوير مناهجها، كما كان عميدا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.

ومن بين الأعمال التي عرف بها الفقيد تحقيقه كتاب “الفصوص” للشاعر صاعد البغدادي ودراسته لآثاره، وأعماله حول لغويين مثل ابن فارس.

وفي سنوات عيشه الأخيرة بدنيا الناس، استمر ذكر عبد الوهاب التازي سعود مكرما، وكاتبا ينشر جديد ما خطه.

ونعى اتحاد كتاب المغرب الفقيد “العالم اللغوي الجليل الدكتور عبد الوهاب التازي سعود”، قائلا إنه كان “أحد أعمدة الجامعة المغربية، وشيخ عمداء كلية الآداب بفاس منذ تأسيسها، ورئيسا لجامعة القرويين بعد النظام الإداري الجديد”، و”سليل عائلة ثقافة وعلم ببلادنا”.

كما قال بيان للاتحاد إن “العلامة الراحل عرف بمساره العلمي والإداري المشرف، بمثل ما عرف بحسن خلقه وبأياديه البيضاء وبعطائه العلمي في مجالات تخصصه، وبعلاقاته الإنسانية النبيلة مع طلبته، وبما قدمه للجامعة المغربية من خدمات وأعمال جليلة مشهود له بها، داخل الجامعة وخارجها، منذ ستينيات القرن الماضي”.

من جهته، تذكر اللساني المغربي عبد العلي الودغيري أستاذه الفقيد، وما قدمه للجامعة المغربية من “جلائل الأعمال، وما أسداه لنا ولغيرنا من الأساتذة والباحثين والطلاب من أياد كريمة بيضاء، يعرف فضلها من عرفه وتعامل معه عن قرب وتتبع مسيرته الأكاديمية والإدارية من أواسط ستينيات القرن الماضي إلى السنوات الأخيرة من عمله.”

ويذكر الودغيري أن عطاء الفقيد الكثير في مجال تسيير وتدبير جامعة القرويين وعمادة كلية الآداب بفاس، كان سبب إقلال إنتاجه في تخصصه اللغوي، إلا أن هذا جعله “من الأساطين القوية التي قامت على أكتافهم الجامعة المغربية؛ فأرسوا دعائمها، ورسخوا تقاليدها الأصيلة، ولا سيما أنه كان دائم الحرص على مستواها العلمي الرصين، غيورا على سمعتها، فاتحا الأبواب لكل من وثق في كفاءتهم وقدراتهم العلمية، غير مدخر وسعا لاحتضانهم وتشجيعهم.”

أما الأكاديمي عز العرب كريم بناني فقد اختار تسليط الضوء على جانب آخر من شخصية الفقيد، فشهد على كونه قد كان سندا قويا لشعبة الفلسفة، وهو ما “يظهر بوضوح في مقتنيات مكتبة الكلية (التي كان عميدها) من الكتب الفلسفية (…) التي كانت تتوفر على كنوز قد لا نجد لها مثيلا في مكتبات جامعية أخرى”، وحرصه “على إرسال البعثات العلمية إلى فرنسا لاستكمال الدراسات العليا، في تعارض صريح مع إرادة السلطة الوصية”.

وفي شهادة مكتوبة عن الفقيد، ذكر الأكاديمي بناني أن العميد عبد الوهاب التازي سعود قد “استمات في دعمِ شعبة الفلسفة”، ومستقبلها بالمشهد الجامعي بالبلاد، رغم أنه كان خارج مواقعها.

hespress.com