أعرب عدد من المهتمين بالشأن العام والفاعلين الجمعويين بجماعة واويزغت في إقليم أزيلال، من خلال عريضة توصلت هسبريس بنسخة منها، عن قلقهم مما اعتبروها إكراهات حقيقية “أوصلت المنطقة إلى الحضيض، وساهمت في تعميق العزلة بالجماعة على مستويات متعددة”.

وذكر يوسف بن عبو، طالب بالمعهد الملكي لتكوين الأطر قطاع الشباب والرياضة، أن من بين هذه الإكراهات هناك احتلال الملك العمومي بشكل فاضح، ما يستحيل معه مرور الراجلين والسيارات من الشارع الرئيسي بشكل عادٍ.

وأشار بن عبو إلى أن ما يقلق شباب المنطقة أكثر، هو خرق هذا المجال بشكل كلي من طرف تجار نافذين، خاصة بالشارع الرئيسي وجنباته.

وزاد المصدر نفسه أن ما يُعمق الأزمة كذلك طمس الهوية التاريخية للمنطقة، وإهمال المنشآت الأثرية واحتلالها وتحويلها إلى أملاك خاصة، مثل الحي اليهودي (الملاح) بقبيلة “احتاسن” الذي تم الترامي عليه.

وسجل محمد أمين أبقلي، طالب مهندس بالمدرسة الوطنية للمعادن في الرباط، إقصاء منطقة واويزغت من مشروع (جيو- بارك مكون)، الذي جرى تثمينه من طرف اليونسكو، على اعتبار أنه يشكل آلية تنموية ورافعة اقتصادية وسياحية أولى في أجندة مجلس جهة بني ملال خنيفرة، والمجلس الإقليمي لأزيلال.

وتساءل أبقلي عن الأسباب الكامنة وراء إغلاق دار الشباب، وتعثر إنجاز مجموعة من المشاريع الاستراتيجية والاجتماعية بالمنطقة، من قبيل المستشفى الذي كان مبرمجا ولم يخرج إلى حيز الوجود لحدود الساعة، مُسجلا إلحاح الشباب على تنزيل مشروع المركب السوسيو-رياضي.

ونبه المتحدث عينه إلى خطورة التلوث، جراء انتشار الأزبال في الأزقة والأحياء، في ظل غياب شركة متخصصة لتدبير النفايات، وإلى ظاهرة تصريف مياه الصرف الصحي في المجاري المائية ببعض الأحياء، ما يُهدد بشكل كبير صحة المواطنين والبيئة في غياب تدابير وقائية.

وأشار الفاعل الجمعوي ذاته إلى تداعيات الانقطاع المتكرر للماء والكهرباء على ساكنة المنطقة، فضلا عن العشوائية في تدبير السوق الأسبوعي، وإلى جمود الحركة الاقتصادية بالمنطقة، جراء وقف منح رخص إصلاح المحلات التجارية، ووضع شروط مجحفة للراغبين في الاستفادة منها.

ووقفت الفعاليات ذاتها على ما سمته، أيضا، “تعثر إنجاز مجموعة من المشاريع الاستراتيجية والاجتماعية بالمنطقة، من قبيل مستشفى كان مبرمجا لكنه لم يخرج إلى حيز الوجود لحدود الساعة”.

وفي تصريحه للجريدة، أوضح آيت حدو صالح، رئيس جماعة واويزغت، أن إغلاق دار الشباب جاء نتيجة تقاعد مديرها وبسبب ضعف الموارد البشرية في الجماعة، مبرزا أن المجلس باشر عدة اتصالات مع السلطات الإقليمية بأزيلال بغية فتحها في وجه الشباب.

وكشف آيت حدو أن جائحة كورونا كانت وراء تعثر عدد من المشاريع، من ضمنها المركب السوسيو-رياضي، الذي ستسهر جمعية من دوار آيت سيدي علي امحند على تدبيره، بتمويل من المجلس الإقليمي، مُذكرا أنه في الإطار ذاته استفادت الجماعة الترابية من ملعبين للقرب سيتم الشروع في إنجازهما قريبا.

وأقر الرئيس ذاته بعدم قدرة المجلس الجماعي على تفويض قطاع النظافة، بالنظر إلى إمكانيات الجماعة المحدودة، قائلا إن المجلس يسهر على تدبير القطاع بشكل يستجيب لتطلعات الساكنة. كما يسهر، بتنسيق مع الجهات الوصية، على ترشيد مياه الشرب في ظل الأزمة التي تعرفها المنطقة جراء ضعف التساقطات.

وذكر آيت حدو أنه يسهّل الحصول على رخص إصلاح المحلات التجارية، ويدعم كل المقترحات التي من شأنها تحريك عجلة التنمية، ويعمل جاهدا، بتنسيق مع عامل الإقليم، على المشاريع التي تستجيب لتطلعات الساكنة البالغ عددها أزيد من 14000 نسمة، موزعة على حوالي 20 دوارا ومركزا حضريا رغم العجز الحاصل في الميزانية.

hespress.com