يواصل موقف “استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية” خلق التقاطب أينما حط رحاله؛ فقد انتقل سجال التنقلات والعلاقات صوب النقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي تشهد طرحين متباينين بخصوص خطوة المملكة وتحركها على مستوى الشرق الأوسط.

وعقب بيان النقابة، الرافض لأي تطبيع إعلامي بين المؤسسات الصحافية بالبلدين، عبر صحافيون ضمن النقابة، عن تفاجئهم ببلاغ للمكتب التنفيذي اتخذ من طرف بضعة أشخاص، حاولوا من خلاله تمرير مواقف سياسوية.

واعتبر الموقعون أن البلاغ المذكور لا يمثل سوى أصحابه الذين حوّلوا النقابة إلى جناح تابع لتيار سياسي معين، ولا يلزم جميع الصحافيين والصحافيات الذين يشيدون بالقرار الأمريكي التاريخي القاضي بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، كثمرة لعمل جبار قامت به الدبلوماسية المغربية.

ونوّه بيان “الرافضين” بدعم المغرب للاستقرار بالشرق الأوسط وإعطاء الأهمية للجالية اليهودية من أصل مغربي، بمن فيهم الموجودون في إسرائيل، وتسهيل الرحلات الجوية، واستئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية، وتطوير العلاقات بين المغرب وإسرائيل في كل المجالات، في ظل معادلة رابح/رابح، وتغليب المصالح الوطنية العليا للشعب.

وتشبث البيان بالتضامن مع كل الشعوب التواقة إلى الحرية، وعلى رأسها الفلسطينيين والشعب الكردي وغيرها، من منطلق إنساني راسخ؛ لكن مع إعطاء الأولوية لقضايانا الوطنية، على رأسها قضية الصحراء المغربية وسبتة ومليلية المحتلتين، ورفض التطبيع مع الفقر والجهل والتهميش والفساد.

ودعا الرافضون النقابة إلى إظهار مواقفها الوطنية الحقيقية في مجال اختصاصاتها المتمثلة في الدفاع عن الصحافيين والترافع عنهم من أجل تحسين أوضاعهم والاجتماعية والمهنية، والنضال من أجل إطلاق سراح الصحافيين المعتقلين، وتجويد ظروف ممارسة السلطة الرابعة، ومواجهة الفوضى والعشوائية وتناسل الكثير من المنابر التي تخرق أخلاقيات المهنة وتخوض في الحياة الشخصية وأعراض المواطنين ومختلف الفاعلين.

وعبّر البيان ذاته عن رفض قرارات أحادية، وتصريف مواقف سياسوية تمثل موقف تيار معين عبر النقابة التي من المفترض أن تبقى مستقلة، داعيا مرة أخرى إلى التركيز على تفعيل مهام النقابة الحقيقية؛ وعلى رأسها النهوض بالأوضاع المهنية والاجتماعية للصحافيين والصحافيات، والدفاع عن حرية الرأي والتعبير، واحترام للضوابط المهنية وأخلاقيات الصحافة.

وفي المقابل، رفضت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أيّ تطبيع أو تواصل إعلامي مع الكيان الإسرائيلي على حساب الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني، وعلى حساب قيم السلام والتعايش والحوار التي تحفظ حقوق الجميع.

وأوردت النقابة، في بلاغها، أنها تتابع التطورات المرتبطة بقضية الصحراء المغربية في ضوء إعلان الإدارة الأمريكية عن اعترافها بسيادة المغرب على كامل أقاليمه الجنوبية، وبمسار علاقات بلادنا مع الكيان الإسرائيلي.

واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه ليس في حقيقته إلا إحقاقا للحق الذي لا يقبل المقايضة، والذي تم استهدافه على الدوام لحسابات جيو استراتيجية ودوافع استعمارية، ويمثل هذا الاعتراف خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والأمن والاستقرار لدول وشعوب المنطقة.

وأضافت، ضمن البلاغ نفسه، أن استئناف العلاقات الثنائية يتعلق بمبادرات رسمية محدودة ومحددة بدقة، تندرج في سياق حسابات إقليمية.

hespress.com