في هذا العالم تضخمت الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان، فترى طغمة تستبيح لنفسها صفة تمثيل العالم كله، ومن هذا القبيل الجماعات التي تقدم نفسها على أنها تمثل علماء المسلمين.

صدرت عن بعض هذه الجماعات، خارج المغرب وداخله، تقولات في موضوع المغرب ووحدته الترابية، والمغرب والقضية الفلسطينية؛ تقولات بعضها متحفظ وبعضها ينضح بالضغينة والوقاحة، والجامع بينها:

– سوء الظن، إذ إن هذه الجماعات تقولت وكأنها لا تعلم بتصريحات المغرب الرسمية بخصوص مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية.

– نكران المواقف السياسية والعملية للمغرب إزاء هذه القضية، وخاصة تجاه القدس، وهي مواقف ثابتة خالية من كل مصالح وحسابات.

– التحيز ضد المغرب، إذ إن بعض هذه الجماعات على سبيل المثال مؤيدة لسياسة الدولة التركية تجاه فلسطين، بل إن بعض نشطائها مقيمون بهذه الدولة، وهي ذات علاقات بإسرائيل.

جهل هذه الجماعات بالسياسة الشاملة؛ ويتجلى ذلك على الخصوص في عدم التنبه إلى جذور الابتزاز الدولي الأصلي الذي عانى منه المغرب لمدة خمسة عقود بسبب مطالبته بحقوقه الترابية، وهو ابتزاز اقتصادي وسياسي وعسكري عملاؤه، مع الأسف، من الحكام المنتسبين للمسلمين.

مواقف هذه الجماعات من تقولاتها مؤيدة للإرث الاستعماري وللانقسام بين المسلمين، في تجاهل لأواصر الأخوة وحقوق الجوار.

ولم يسبق لهذه الجماعات، بما عدا الكلام الساذج، أن أصلحت بين المسلمين أو حقنت بينهم الدماء.

ونظرا لخصوصيات لا يجهلهما النبهاء من الفلسطينيين، يمكن أن يكون للمغرب دور متجدد تجاه القضية الفلسطينية.

أما ما هو محقق للمغرب بنسبة تسعين في المائة فهو خفة الابتزاز الدولي، وتهيؤ ظروف تحقيق الحكم الذاتي، واستبعاد التعرض لحرب كانت تدبر، ويعسر الآن أن توافق عليها جهات دولية.

إننا بحاجة إلى علماء لا يقفون ما ليس لهم به علم، يقومون بدورهم في حماية المسلمين من الفتن، وهذه سياستهم الكبرى، وإذا تكلموا في السياسة الصغرى أن يكون ذلك بفهم لا يجهل الأصول ولا يستبق في المقاصد.

hespress.com