جرت الأحد عملية لوجستية ضخمة لنقل ملايين الجرعات من لقاح “فايزر- بايونتيك” المضاد لـ”كوفيد-19″ مخزّنة على حرارة تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر إلى أنحاء الولايات المتحدة تمهيدا لمباشرة حملة التلقيح ضد الوباء اليوم الاثنين.
وتعكس ضخامة العملية مدى خطورة الأوضاع في الولايات المتحدة، حيث يُتوقّع أن تتخطى حصيلة وفيات “كوفيد- 19” 300 ألف شخص، أي ما يوازي عدد سكان مدينة سينسيناتي.
والأحد انطلقت من مصنع “فايزر” بمدينة كالامازو بولاية ميشيغن قافلة شاحنات محمّلة بجرعات من اللقاح مخزّنة في صناديق خاصة يتّسع كل منها لـ4 آلاف و725 جرعة، متّجهة إلى مراكز شركتي “يو بي إس” و”فيديكس” المكلّفتين بتوزيع اللقاحات على المناطق.
وحسب “فايزر”، ستعمل 20 طائرة يوميا على نقل اللقاحات تمهيدا لتوزيعها في أنحاء البلاد، خصوصا على الهنود الأمريكيين من قبيلة “نافاهو” المتضررة بشدة من الجائحة.
التلقيح يبدأ الاثنين
تهدف العملية اللوجستية إلى تسليم الدفعات الأولى من اللقاح إلى كل المستشفيات ومراكز الرعاية التي طلبتها في غضون 24 ساعة ومباشرة حملة التلقيح.
وصرّح رئيس هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية “إف دي إيه”، ستيفن هان، لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، قائلا: “آمل أن يحصل ذلك بسرعة كبيرة. آمل (ابتداء من) الاثنين”.
وسيتم فورا تسليم نصف الجرعات المتوافرة البالغ عددها 6,4 ملايين جرعة، فيما سيترك النصف الآخر إلى موعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح.
والأحد أعلن مدير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، روبرت ردفيلد، في بيان، أن “التلقيح يفترض أن يبدأ الاثنين”.
وأوصت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بتلقيح من يبلغون 16 عاما وما فوق، وإعطاء الأولوية لنزلاء مراكز رعاية المسنين (3 ملايين شخص) ولموظفي القطاع الصحي (21 مليون شخص).
وجاء في تغريدة لآندي بشير، حاكم ولاية كنتاكي، التي تسلّمت الأحد الدفعة الأولى من جرعات لقاح “فايزر- بايونتيك”، “نحن على بعد أقل من 24 ساعة من بداية نهاية الفيروس”، مؤكدا أن حملة التلقيح ستبدأ الاثنين.
وطلبت الحكومة الأمريكية مسبقا 100 مليون جرعة من لقاح “فايزر- بايونتيك”، الذي تبلغ نسبة فاعليته 95 بالمائة، أي أنه يخفّض بنسبة 95 بالمائة مخاطر الإصابة بـ”كوفيد- 19”. وقد باشرت المملكة المتحدة استخدامه في حملة تلقيح ضد الوباء.
“جحيم”
لكن السلطات الأمريكية تخشى أن تدفع هذه الأنباء الإيجابية الأمريكيين إلى التراخي على صعيد تدابير الوقاية. ومؤخرا تسجّل ولايات المتحدة يوميا وفيات تراوح بين 2500 و3000 حالة، كما تتخطى حصيلة الإصابات اليومية على أراضيها 200 ألف إصابة.
والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا من الجائحة على صعيدي الإصابات والوفيات، وقد سجّلت أكثر من 16 مليون إصابة، وتناهز حصيلة وفيات الوباء على أراضيها 300 ألف، علما أن خبراء يعتبرون أن الحصيلة الفعلية للوباء أعلى بكثير بسبب محدودية الفحوص التي أجريت في المراحل الأولى من تفشيه.
وعلى العكس من موجة التفشي الأولى، التي لم تنته فعليا، والتسارع المستجد في وتيرة التفشي في الصيف، باتت الجائحة تشمل كل الأراضي الأمريكية.
وعلى الرغم من أن حملة التلقيح في ولاية نيوجيرسي ستبدأ الثلاثاء، فقد حذّر حاكمها فيل مورفي من “جحيم” ستشهده الولاية في الأسابيع المقبلة، وقد حض السكان على تجنّب التجمّعات العائلية في فترة الميلاد.
ويقول خبراء إن تحقيق المناعة الجماعية، المرادف للعودة إلى الحياة الطبيعية، يتطلب تلقيح ما بين 75 و80 بالمائة من السكان. ويستبعد المستشار العلمي لعملية توزيع اللقاحات، منصف سلاوي، حصول هذا الأمر قبل مايو أو يونيو.