تحديات كبيرة من المرتقب أن تواجهها الأحزاب المغربية في مختلف الجهات مع دنو موعد الانتخابات؛ فالعديد منها يشهد صدامات داخلية في مسار البحث عن تزكيات اللوائح، كما يعاني أغلبها من جمود تام لا تكسره سوى حملات مرتبطة زمنيا بالاستحقاقات.
وستكون مختلف الأحزاب على موعد ترتيب البيت الداخلي وحسم هويات المترشحين، لكن ذلك غالبا ما يكون في الأيام الأخيرة قبيل الانتخابات، أو يكون الاسم مطروحا من قبل بالنظر إلى ارتباطه بالحزب منذ مدة زمنية طويلة.
وتكثف قيادات الأحزاب مشاوراتها من أجل إيجاد مرشحين للاستحقاقين التشريعي والجماعي، خصوصا على مستوى الأعيان، حيث تتصادم من أجل جذب أوجه معروفة يسهل عليها كسب الأصوات لاعتبارات عدة (تاريخية اجتماعية).
ولا تعرف مقرات أغلب الأحزاب بالجهات دينامية في الأيام العادية، حيث يكتفي المنخرطون ببعض الاشتغالات داخل المجالس، أغلبية أو معارضة، فيما تتوقف الأنشطة الحزبية، إلى موعد آخر، لتتكرس بذلك صور نمطية عديدة عن الأحزاب.
هشام معتضد، أستاذ باحث في العلوم السياسية، قال إن “أغلب فروع الأحزاب تكون شبه غائبة أو تقوم بتحركات ظرفية، ولا تتحرك سوى مع قرب الانتخابات. هذه الظاهرة غير الصحية ديمقراطيا وسياسيا تترجم مدى التقصير الحزبي على مستوى الجهات في تدبير التمرين الديمقراطي”.
وأضاف معتضد، في تصريح لهسبريس، أن انتعاش الحركية الحزبية على مستوى الجهات في فترة الاستعدادات الانتخابية، “يبرهن على مدى تقوقع الفروع الحزبية داخل الفكر التقليدي والكلاسيكي المتجاوز للمهام الفرعية، المتمثلة في اختزال العمل الحزبي في معركة كسب الأصوات”.
هذه التحركات الظرفية تسيء إلى صورة الأحزاب، وإلى العمل الحزبي والمؤسسة الحزبية كركن حيوي ورئيسي في التمرين الديمقراطي؛ “فالناخب كفاعل مدني أو المواطن كمكون اجتماعي يحتاج إلى انخراط قوي وعمل مسؤول ومستمر لفروع الأحزاب بالجهات”، يردف معتضد.
وأعرب الأستاذ الباحث عن اعتقاده أن العمل الحزبي والمسؤولية الحزبية المرتبطين بالتفاعل اليومي والمستمر مع تحديات ورهانات المواطنين، “يحتاجان إلى شجاعة سياسية وانخراط مسؤول وجدي بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة أو الانتهازية الظرفية”.