الأربعاء 26 ماي 2021 – 22:31
أولا، من المفروض إنسانيا أن تقوم إسبانيا بتعويض المغرب عن همجيتها في حق سكان شمال المغرب إلى حد استعمال الغازات السامة التي مازال المغاربة يعانون بسببها من مرض السرطان الفتاك. هذا من باب الإنسانية العالمية.
ثانيا، لا بد للحكومة الإسبانية أن تلتحق بعالم الحضارة الفكرية لتنتقل من “إسبانيا الاستعمارية” إلى “إسبانيا القانونية”، كما لا بد للرأي العام الإسباني أن يعي بأن حكومته مازالت تبذر أموالا طائلة على مستعمرات لا تدر على إسبانيا أي ربح يذكر، بل سوى الويلات. لا بد للرأي العام الإسباني أن يتحرك في إطار نهضة فكرية كخطوة أولى ضرورية حتى لا تظل إسبانيا تشكل عبأ على الاتحاد الأوروبي في كافة المجالات إلى درجة إنهاك قدراته؛ إذ إن شعوبا أوروبية راقية لا شك أنها تعبت من تقديم المساعدات بشتى الأشكال لإسبانيا الاستعمارية التي مازالت في القرن 21 تستعمر مدينة سبتة ومدينة مليلية.
حكومة إسبانيا تريد إقناع العالم بأن حدود أوروبا تبدأ من إفريقيا بكل وقاحة وفي خرق صارخ لعلم الجغرافية وكافة العلوم الأخرى. إنه جنون إن دل على شيء فإنما يدل عن توقف الفكر الإسباني عن التفكير إلى حد الاضطراب، كمن كان ديبلوماسيا ويقول بكل وقاحة ويريد إقناع العالم، مثلا، بأن مدريد تقع في اليابان أو أستراليا أو في قارة آسيا. فما هذا الورش؟
لا! لسان حال العقلاء الحكماء يقول للمواطنين الإسبان الذين لا يعاديهم المغرب والمغاربة، والدليل أن أعدادا ضخمة من الأسر المغربية يقضون عطلتهم الصيفية في إسبانيا وينفقون بسخاء في منتجعاتها السياحية:
“استفيقوا يا إسبان، حكومتكم تعبث بعقولكم، إنها تريد استغباءكم والعودة بكم إلى العصور الوسطى المظلمة حيث التطرف الذهني المتحجر والحقد الأعمى البغيض الذي يتنافى مع القيم الإنسانية. هيا استفيقوا من فضلكم”!
وبكل صراحة وفي إطار حرية التعبير، حكومة إسبانيا أقامت الحجة على نفسها أمام العالم اليوم، إضافة إلى كونها تحاول تحريف وتزوير علم الجغرافية بكل وقاحة-كتزويرها، مثلا، لهوية متابع في جريمة إبادة جماعية-كونها لا تمتلك براغماتية لا الاتحاد الأوروبي ولا الغرب بصفة عامة. فأن تكون إسبانيا عالة على الاتحاد الأوروبي وأن تصر مع ذلك على احتلالها المتخلف لسبتة ومليلية، فتمة قمة العبث بذكاء الرأي العام الأوروبي قبل أي رأي عام آخر.
ففي القرون الغابرة كانت بعض الدول الاستعمارية تستعمر بالقوة بعض البقع الأرضية في عمق البلدان المجاورة لها في إطار استراتيجية عسكرية واضحة، وذلك لأن الحروب كانت تحسم بأسلحة باتت متجاوزة اليوم… فهلا استيقظت حكومة إسبانيا من سباتها العميق وأبطلت تشبثها بغباء منهجي وتخلف فكري وتدهور ذهني قد يصيب شعوبا أوروبية ذكية وراقية فكريا بضحك كالبكاء؟