كانت أسرة أحمد، التي جاءت لزيارة مدينة إفران من الدار البيضاء، منهمكة في صنع رجل الثلج على غطاء محرك سيارة العائلة، تعبيرا منها عن الفرح بالثلوج المتراكمة على حافة الطريق بمدخل المدينة على طريق الحاجب، فيما كان أطفال عائلة أخرى، وقد تعمقوا داخل الغابة المحاذية، يتقاذفون كرات الثلج فيما بينهم ابتهاجا بمقدم الزائر الأبيض.

مشاهد الفرحة بالثلوج والأجواء الساحرة لإقليم إفران هذه الأيام، عمت كل مكان بالمنطقة، بعد أن استبدلت الطبيعة رداءها وتوشحت باللون الأبيض الذي غطى شوارع المدينة وساحاتها وغاباتها التي تحيطها من كل جانب، فامتزج لون البياض بخضرة الأشجار ليرسما لوحة فائقة الجمال.

التعبير عن الفرح بتساقط الثلوج بإفران لم يقتصر على زوارها، بل عم الساكنة المحلية، بعد أن تحولت مدينتهم بشكل لافت، انطلاقا من نهاية الأسبوع المنصرم، إلى وجهة لاستقطاب آلاف الزوار من مختلف جهات المغرب، خصوصا أن هذه التساقطات الثلجية المهمة، التي طال أمد انتظارها، تزامنت مع العطلة المدرسية.

خلية اليقظة الإقليمية بإفران، التي تتقدمها المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجيستيك، تعبأت لضمان حركة مرور طوابير العربات على مختلف المحاور الطرقية المؤدية إلى “سويسرا المغرب”، مسخرة لهذه الغاية أسطولا من كاسحات الثلوج التي تعمل على فتح المعابر الطرقية في وجه قوافل الزائرين.

“قدمنا من مدينة القنيطرة للاستمتاع بهذه المدينة الخلابة التي زادتها الثلوج جمالا”، يقول رجل تعليم فضل زيارة مدينة إفران رفقة زوجته وطفليه لقضاء عطلته المدرسية، مضيفا أن أسرته تقضي لأول مرة العطلة خارج مدينة القنيطرة منذ عطلة الصيف ما قبل الماضي؛ وذلك بسبب ما قال الظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا.

“نحن من مدينة مكناس المجاورة لمدينة إفران، اخترنا زيارة هذا المكان الرائع للاستمتاع بالطبيعة الثلجية الخلابة”، يقول أحد الشباب، موضحا وهو يتحدث لهسبريس أنه جاء في رحلة جماعية لزيارة مدينة إفران رفقة ثلاثة من أصدقائه.

وأكد المتحدث أن مدينة إفران تتفرد بخصوصياتها الطبيعية، على غرار محطات التزلج وراس الما، فضلا عن بحيراتها وعيونها التي قال إن التساقطات الثلجية والمطرية الأخيرة ستعيد إليها الحياة بعد فترات متوالية من الجفاف.

hespress.com