لم تكن زيارة الاستشفاء بالمملكة الإيبيرية المرة الوحيدة التي يدخل فيها إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى الأراضي الإسبانية بجواز دبلوماسي مزور، بل هي سادس زيارات متقطعة على امتداد السنوات الماضية التي ترأس فيها بيدرو سانشيز الحكومة المركزية.
وأفادت مصادر إعلامية إسبانية بأن إبراهيم غالي زار الجار الشمالي ستّ مرات، وفق المعلومات المسجلة لدى المخابرات الإسبانية؛ منها اثنتان همّتا جزر الكناري، لافتة إلى أن مدريد منحت الإذن لـ”زعيم الانفصاليين” من أجل زيارة المدن الإسبانية في كل رحلاته السابقة.
وبحسب مصادر صحيفة “فوزبوبيلي” المطلعة، فإن زيارات غالي إلى الأراضي الإسبانية تصنف لدى المخابرات الداخلية “سرية للغاية”، حيث لا يتم الكشف عنها في وسائل الإعلام المحلية والدولية، بل ولا يكون هناك أي أثر مادي لوجود رئيس جبهة “البوليساريو” بربوع الجار الشمالي.
وفي ما يخص الزيارة الحالية التي تسّببت في أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط، فقد اتفقت إسبانيا والجزائر على حيثياتها خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الجزائري إلى مدريد يوم 29 مارس الماضي، ليتم استقبال غالي بالقاعدة الجوية العسكرية لسرقسطة قصد تفادي “الجلبة الإعلامية”، على غرار بقية الزيارات السرية.
وطلب زعيم جبهة “البوليساريو” من إدارة المستشفى تغيير هويته لأسباب تتعلق بـ”الخصوصية”، حسب المنشور الإعلامي ذاته الذي أكد أن المخابرات المغربية كشفت الزيارة السرية بعد أربعة أيام فقط من وصول غالي إلى الأراضي الإسبانية، قبل أن يُتداول الخبر على نطاق واسع في الصحافة الوطنية والعالمية.
واختلف أعضاء الحكومة الإسبانية بشأن إخبار المغرب حول استقبال زعيم الجبهة الانفصالية، حيث دافعت وزيرة الشؤون الخارجية آرانتشا غونزاليس لايا عن عدم إطلاع الرباط على فحوى الزيارة بشكل مسبق، فيما تشبث وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا بموقف التشاور مع الرباط، لكن رئيس الوزراء اختار الاصطفاف وراء المشرفة على الجهاز الدبلوماسي.
وأرغمت الضغوط الدبلوماسية المغربية نظيرتها الإسبانية على اتباع المساطر القانونية في حق إبراهيم غالي، الذي يواجه اتهامات كثيرة من طرف مغاربة وإسبان بخصوص تعرضهم للتعذيب، حيث صرحت مسؤولة الخارجية الإيبيرية بإخضاع المعني للتحقيق القضائي بعد شفائه.