مع توالي عرض حلقاته، يتواصل الجدل حول العمل الدرامي التوثيقي المسلسل العربي “غسق”، للمخرج أسامة رزق، الذي يؤرخ لعملية “البنيان المرصوص” التي خاضها الجيش الليببي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
“غسق” الذي يجسد الممثل المغربي ربيع القاطي أحد أدواره البطولية، يرصد العوامل والأسباب التي مهدت لاحتلال “داعش” لمدينة سرت الليبية، ويسرد مجموعة من الأحداث التي جرت بين الإرهابيين أنفسهم إلى حين تحرير ليبيا من سيطرة التنظيم الإرهابي، ويسلط الضوء على الأوضاع داخل مدينتي طرابلس ومصراتة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2014 و2016، تاريخ سقوط الجيزة البحرية، آخر معاقل “داعش” داخل سرت.
وقال المخرج أسامة رزق، في تصريحات صحافية، إن المسلسل “يرصد جانباً من نضال الشعب الليبي بكل فئاته وأعماره ضد التطرف والإرهاب واقتلاعه من ليبيا، بعد تضحيات مئات الشهداء”.
في مقابل ذلك، عبر عدد من قادة عملية “البنيان المرصوص” ومقاتليها عن رفضهم لطريقة عرض المسلسل لـ”تضحيات الأبطال”، مؤكدين “أنّهم لم يصدروا أي موافقة لإنتاج هذا العمل وتصويره، ويرفضون أي تجسيد للعملية إلا بإذنهم”.
وأورد هؤلاء القادة أنّ المسلسل لم يعطِ المقاتلين المشاركين في “البنيان المرصوص” حقهم، و”لم يظهر سوى جزء بسيط وقليل مقارنة بالأعمال الإجرامية الوحشية لتنظيم داعش الذي أرهب الليبيين والعالم بأسره خلال فترة من الزمن”.
وتعليقا على ذلك، قال الممثل المغربي ربيع القاطي، في حديث لهسبريس، إن “العمل الذي لا يثير جدلا لا يتوفر على كل الشروط الإبداعية. العمل الفني الذي يثير نقاشا على أعلى المستويات، يحمل بين طياته بذور الرأي والرأي الآخر وينفتح على آراء مختلفة؛ ومسلسل غسق يحقق هذه المعادلة الصعبة”.
وأوضح الممثل المغربي أن المسلسل يؤرخ لصفحة من صفحات النضال والكفاح الليبي ضدّ التطرف والإرهاب والهمجية والتشدد الديني والانتصار على “داعش”، بالاعتماد على قوات داخلية وسواعد أبناء ليبيا، كما يلقي الضوء على ملحمة البنيان المرصوص والخطة العسكرية التي قام بها مسؤولو الدولة الليبية لتحرير بلادهم.
وعن الدور الذي لعبه ضمن المسلسل، قال القاطي إنه “شخصية أبو عامر السفاح، أحد أمراء دولة داعش، وهي الشخصية التي تثير الجدل لدى المتتبعين، لأنه لأول مرة أشخص هذا النوع من الأدوار، وتجسيدها ليس بالأمر الهين، كما أعتذر للمشاهد المغربي والعربي على قساوة المشاهد التي تعكس همجية خفافيش الظلام الذين يدعون الحكمة والعدل، التي جسدتها بكل أمانة، وهذا واجبي كممثل”.