منذ سنوات تشتكي ساكنة مدينة أصيلة ونواحيها من الوضع المتردي الذي يوجد عليه المستشفى المحلي بالمدينة، بعد أن صار عاجزا عن توفير الرعاية الصحية في حدّها الأدنى للمرضى الوافدين عليه، بسبب نقص الأطباء والتجهيزات الطبية.

ويصف سكان مدينة أصيلة، وهي إحدى الوجهات السياحية المعروفة في المغرب، مستشفى مدينتهم بـ”نقطة التحويل”؛ وذلك لأن المرضى الذين يفدون عليه لا يستفيدون في أحيان كثيرة من أي رعاية طبية، بل يتمّ تحويلهم مباشرة إلى مستشفى طنجة.

عدم قدرة مستشفى أصيلة على توفير الرعاية الطبية المطلوبة للمواطنين الوافدين عليه أكّدها مسؤول بالمجلس الجماعي للمدينة، لافتا إلى أن وضعية المستشفى تسوء أكثر بسبب تزايُد أعداد الوافدين عليه، باعتباره المؤسسة الاستشفائية الوحيدة في محيط جغرافي يزيد تعداد سكانه على مائة ألف نسمة، تقطن أصيلة والجماعات المجاورة لها.

وروى المصدر الذي تحدث إلى هسبريس واقعة معبّرة عن واقع المستشفى المحلي بأصيلة حدثت منذ بضعة أسابيع، حين وفدت على المستشفى أربع نساء حوامل وهن في فترة المخاض دفعة واحدة، وتمّ نقلهنّ في ظروف غير ملائمة إلى مستشفى طنجة لتوليدهن.

وسبق لفاعلين مدنيين بمدينة أصيلة أن خاضوا وقفات احتجاجية لمطالبة الوزارة الوصية على القطاع بالالتفات إلى وضعية مستشفى المدينة؛ ولكنّ صرخاتهم لم تلْقَ، إلى حد الآن، آذانا صاغية.

ويعلّق فيصل الجعرتي، رئيس جمعية حي القدس للرياضة والتضامن، ساخرا: “لقد تغيّر وضع مستشفى أصيلة كثيرا؛ لكن من سيّء إلى أسوأ”.

وحسب الإفادة التي قدمها الجعرتي، في تصريح لهسبريس، فإن مستشفى أصيلة كان يعاني من خصاص في الأطباء، إذ لم يكن عددهم يتحاوز ثلاثة، “وعندما طالبنا بمزيد من الأطباء أتى المسؤولون بسبعة أو ثمانية أطباء متدربين”، مضيفا: “المستشفى يوجد في وضعية كارثية على جميع المستويات”.

ووجّهت جمعيات المجتمع المدني بأصيلة مراسلات وشكايات عديدة إلى المسؤولين عن القطاع الصحي، تضمّنت شكاوى تتعلق بالنقص الحاد في الأطر الصحية، وتدني الخدمات الطبية، غياب الاختصاصات، وعدم توفر المستشفى سوى على سيارة إسعاف وحيدة.

في هذا الإطار، قال رئيس جمعية حي القدس للرياضة والتضامن بأصيلة إن المرضى الذين يضطرون إلى استعمال سيارة إسعاف المستشفى من أجل نقلهم إلى مستشفى طنجة يدفعون 200 درهم لقاء الاستفادة منها، بداعي أنها تُصرف في تزويدها بالوقود، على الرغم من أن سيارات الإسعاف بالمستشفيات العمومية يُفترض أن تكون مجانية.

وأضاف المتحدث ذاته قائلا: “حتى إذا افترضنا أن مائتي درهم التي يطلبونها من المواطنين مخصصة لوقود سيارة الإسعاف، فإن السيارة لن تستهلك في الرحلة بين أصيلة وطنجة ثلاثين أو خمسين درهما؛ ولكن الناس مْساكن كيخلصو ميتين درهم غير باش يتفاكّو”.

hespress.com