تتكرر شهادات المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد المنتقدة لطريقة التعامل معهم بالمصالح الاستشفائية، وعلى رأسها مستشفى مولاي عبد الله بسلا، وجهة آلاف المصابين بالفيروس من بالمدينة وضواحيها.

واشتكى عدد من المواطنين من ظروف الاستقبال بالمكان المخصص داخل المستشفى لانتظار الإحالة على الكشف السريري، مؤكدين أنه “لا تتوفر فيه ظروف الاستقبال والانتظار الذي يطول لساعات قبل إجراء الفحوصات”.

ليس المرضى وحدهم من ينتقدون الأوضاع داخل هذا المستشفى، بل أيضا الممرضون والأطباء والتقنيون يشتكون قلة وسائل الوقاية والتعقيم، وعدم توفر أدنى شروط العمل.

سارة الإدريسي المسكيني، 32 سنة، متزوجة وأم لطفلين، واحدة ممن شاءت الأقدار أن يكونوا من حاملي فيروس كورونا المستجد، وواحدة ممن أدلوا بشهاداتهم عن ظروف الاستقبال السيئة بالمستشفى.

المسكيني قالت في حديث لهسبريس: “اكتشفت إصابتي بفيروس كورونا حسب تحليل مخبري جاءت نتيجته إيجابية، لتتم إحالتي بعد ظهور النتيجة بأربعة أيام إلى مستشفى مولاي عبد الله بمدينة سلا قصد اتباع البروتوكول الخاص بمرضى كورونا، رغم أنني أجريت في اليوم نفسه تحليلا سريعا في المستوصف الصحي كانت نتيجته سلبية، وهذه هي المفارقة الكبرى”.

وأضافت: “بعد أن اتصلت بي السلطات أربعة أيام عقب صدور نتيجة التحليل المخبري، تمت إحالتي صبيحة يوم الأحد إلى المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله قصد اتباع البروتوكول الخاص بمرضى كورونا، وعند وصولي على الساعة التاسعة صباحا، قبل ساعة من الموعد المحدد، ماذا عساي أقول؟ وجدت المكان المخصص لانتظار الإحالة على الكشف السريري أقرب ما يكون من اسطبل للحيوانات، وأزبالا حيثما تولي وجهك”، متسائلة: “بالله عليكم أهكذا سنقضي على هذا الوباء اللعين؟”.

وأردفت المتحدثة قائلة: “مرت ثلاث ساعات على انتظاري وسط ذلك المكان الرهيب وقد خلفت ورائي في المنزل رضيعا لم يكمل عشرة أشهر بعد، وما زاد من معاناتي النفسية أن الموظف المكلف باستقبال المرضى متماطل في عمله وسط صراخ المرضى ومعاناتهم النفسية جراء هذا الانتظار الطويل، لأتفاجأ في نهاية المطاف بأنه حتى وإن أجريت الفحص السريري، فلن أحصل على دواء، لأنه بكل بساطة لا يوجد دواء في المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بأكمله منذ عشية يوم السبت، ناهيك عن المعاملة السيئة التي يعاملنا بها الموظف المكلف بالاستقبال”.

واستطردت موردة: “أنا بهذه الشهادة أعرف أنني لن أستطيع رفع هذا الوباء عنا، لأن تلك مشيئة الله تعالى في عباده، لكن في مقابل ذلك أسعى من خلالها إلى أن أسمع صوتي عاليا عبر منبر هسبريس لعل شيئا بعد ذلك يقع”.

وقبل أيام، نشرت ممرضة بالمستشفى ذاته، تدعى حياة برحو، صورة لها وهي تحمل أدوات النظافة الخاصة بها بعد أن رفضت إدارة المستشفى تزويدها بها. وكتبت معلقة على الصورة: “داخلة للسبيطار بكراطتي وجافيلي، الإدارة رفضات تعطيني مواد التعقيم”.

الصورة أثارت جدلا واسعا وفتحت النقاش حول الأوضاع داخل المستشفى الرئيسي في مدينة تعد الثانية من حيث الكثافة السكانية في المملكة بعد الدار البيضاء.

يأتي هذا في وقت يتفشى فيه الفيروس في المدينة وترتفع فيها نسبة الإصابات المؤكدة والحالات النشطة، ومن المتوقع أن يستمر المنحى في الارتفاع خلال القادم من أيام.

hespress.com