لم تفلح المجالس الجماعية المتعاقبة على تسيير جماعة سوق السبت أولاد النمة، ثاني أكبر جماعة حضرية بإقليم الفقيه بن صالح من حيث عدد السكان، في إنجاز عدد كاف من ملاعب القرب بالمدينة، على الرغم من الاهتمام المتزايد لأبنائها بمختلف أصناف الرياضات الجماعية والفردية.

إلى حدود بداية عام 2021، لا تتوفر الجماعة الترابية، التي تمت ترقيتها سنة 1992 إلى جماعة حضرية، سوى على ملعب جماعي جرى تأهيله عام 2015 بعشب اصطناعي من طرف الجامعة الوطنية لكرة القدم، وملعب يتيم للقرب ممول من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويشكو من إكراهات بنيوية، من ضمنها غياب الماء والمرافق الصحية.

يقول يوسف نصيري، رئيس الشبكة الرياضية لتسيير ملعب القرب بتجزئة بني موسى، “أجد نفسي كمهتم بالرياضة محبطا أثناء الحديث عن ملاعب القرب بمدينتنا، خاصة في الوقت الراهن، حيث نسجل استفادة عدد من القرى والمراكز الحضرية بالإقليم من ملاعب متعددة للقرب، على الرغم من قلة عدد سكانها مقارنة مع جماعة سوق السبت”.

وأضاف المتحدث أنه من المعيب التكلم عن ملعب يتيم للقرب كمشروع رياضي، ذي أبعاد اجتماعية، في مركز حضري تتجاوز ساكنته 60 ألف نسمة، في الوقت الذي يتحدث فيه الكل عن فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تستهدف هذه الفئات المجتمعية لبناء الأجيال الصاعدة، باعتبارها ركيزة المجتمع في الغد.

وزاد أن “الملعب الجماعي لسوق السبت أولاد النمة لا يستجيب لكل الفرق الرياضية، فأغلب الشباب يجدون أنفسهم مضطرين لممارسة هوايتهم في الشوارع والأزقة، وفي بعض الأحيان مرغمين على أداء تسعيرة ملاعب القرب الخصوصية التي أنشأها مستثمرون، بعدما تأكدوا من استحالة برمجتها بالجماعة في ظل غياب وعاء عقاري”.

وقال ربيع مجيد، فاعل جمعوي بالمدينة، إن العشرات من الشباب، من محبي الرياضة، يفضلون كراء ملاعب خصوصية على أن يتزاحموا في الملعب الجماعي للمدينة، خاصة خلال نهاية الأسبوع، حيث تجري أغلب الفرق المحلية مبارياتها، مضيفا أن فرق الأحياء تضطر إلى اللعب في ساحات عشوائية، في الوقت الذي يجهل فيه مآل القاعة المغطاة، التي سبق وأن تمت برمجتها خلال ولاية مجلس سابق.

وكشف الفاعل الجمعوي ذاته أن المجلس الجماعي السابق لسوق السبت، خصص لمشروع القاعة المغطاة حوالي مليار سنتيم في إطار اتفاقية شراكة بين عدة متدخلين، ما جعل العديد من الشباب يأملون مواصلة الترافع عن المشروع وتفعيله، إلى جانب باقي المشاريع التنموية الأخرى (مشروع التبليط والصرف الصحي) التي تعرف “تعثرا”، لاعتبارات أرجعها المتحدث إلى المجلس الجماعي الذي لم يبادر إلى إخراجها إلى حيز الوجود.

وذكر محمد الماكوري، نائب رئيس عصبة جهة بني ملال خنيفرة لكرة القدم، ورئيس نادي أمل سوق السبت لكرة القدم، أن “الاهتمام بالرياضة وبحاجياتها في جماعة سوق السبت يأتي في مراتب متأخرة، لافتا الانتباه إلى أن ذلك يرجع إلى كون الفاعل السياسي لم يستوعب بعد علاقة السياسي بالرياضي”.

وكشف الماكوري أن الرياضة بمختلف أصنافها ما تزال في حاجة إلى مجهودات جبارة، مذكرا بأن إشعاع المدن والمراكز الحضرية لم يكن بالإنجازات السياسية وحدها، وإنما كان بفضل الرياضة والرياضيين الذين تألقوا في محافل وطنية ودولية بفضل جهودهم الذاتية.

وفي تعليقه، أوضح بلكاسم الوستيتي، رئيس الجماعة الحضرية لسوق السبت أولاد النمة، أن أعضاء المجلس الجماعي كانوا دوما مع الرياضة ولم يكونوا في يوم ما ضدها، مستدلا بالمجهودات الفردية لبعض الأعضاء الذين دأبوا على دعم الفريق المحلي منذ تأسيسه، ناهيك على الترافع المتواصل لرئاسة المجلس لدى مراكز القرار للنهوض بالبنية التحتية للرياضة في المدينة.

وأضاف الوستيتي أن أكبر عائق يواجه المجلس الجماعي لإحداث ملاعب القرب هو الوعاء العقاري، مذكرا بأنه سبق للمجلس أن برمج ملاعب من هذا النوع، لكن لحدود الساعة لا يزال هذا العائق قائما، ما دفع المجلس إلى التفكير في تأهيل الملعب الجماعي وتعزيزه بفضاءات رياضية أخرى قد تستقطب شباب المدينة.

وأوضح الرئيس أن القاعة المغطاة، التي سبق وأن تمت برمجتها وجرى وضع ملفها لدى الوزارة المعنية منذ 2017 تقريبا، لا تزال ضمن مشاريع برنامج عمل الجماعة الترابية لسوق السبت، وستتم تعبئة مواردها المالية مع باقي الشركاء من أجل إخراجها إلى الوجود.

hespress.com