قالت الباحثة والكاتبة والحقوقية المغربية غيثة الخياط إنها ستحرص بعد ترؤسها لجنة دعم الأعمال السينمائية بالمغرب، على أن تكون الأولوية هي “الوضوح ودعم الأعمال بكفاءة ونزاهة”، حتى “تدعم السيناريوهات الأفضل”.
جاء هذا خلال مشاركة الخياط في برنامج “FBM-المواجهة”، الذي تعرضه قناة “ميدي 1 تيفي” ويقدمه الإعلامي بلال مرميد.
وسبق أن عوضت غيثة الخياط، التي اختيرت على رأس لجنة دعم الأعمال السينمائية بالمغرب، رئيسين سابقين للجنة ذاتها، هما الكاتب والإعلامي الراحل محمد العربي المساري، والإعلامية فاطمة الوكيلي سنة 2020، “إنقاذا للموقف”، وهو ما علقت عليه قائلة: “عندما يكون مشكل أحاول حله، وهذا أمر طبيعي لا مشكل لي فيه، وتعويض الوكيلي، جاء صعبا، لأن الأعضاء اجتمعوا أربع مرات قبلي، وكانوا منسجمين بينهم، وجئت كإضافة تحتاج وقتا للانسجام، والحمد لله عملنا وأنقذنا الموقف، وأظن أنهم ذهبوا فرحين بمهمتهم ولم تكن هناك مشاكل”.
وذكرت الخياط أنها عوضت الوكيلي على رأس لجنة الدعم السابق “بعدما قدمت استقالتها”، مضيفة: “سمعت أن عندها مشكلا صحيا”.
وحول مهمتها الحالية، عددت المتحدثة مجموعة من اللجان التي شاركت فيها أو ترأّسَتها بمهرجانات سينمائية داخل المغرب وفي دول أوروبية، موردة: “الوقت الذي قضيتُه في السينما ليس قليلا والسينما ليست إخراجا فقط، بل تحليل وسينيفيليا (محبة السينما، والاهتمام بالأفلام) وفلسفة سينما”.
وذكرت الأستاذة الجامعية أن السينما عالم فيه كثير من الزوايا، وليست فقط “تصويرا لفيلم وعرضا له”، بل هي “الفن السابع”؛ أي “فن، وصناعة بكل معنى الكلمة، ولها وزن في الاقتصاد، وهي ربما أهم فن في جميع البلدان”.
واعتبرت المتحدثة أن التساؤل عن مبررات اختيار “العديد ممن ترأسوا لجنة دعم الأعمال السينمائية (…) ولا علاقة لهم بالميدان”، ممكن، مسجلة انسجامها مع أعضاء اللجنة التسعة، بعدما تعرفت عليهم عند استقبال وزير الثقافة لهم، موردة: “يظهر لي أنه لن يكون هناك مشكل هذه السنة وفي السنة المقبلة، وأحس بأننا سنعمل بكل نزاهة، ولن يكون هناك إشكال في العلاقات الشخصية بيننا”.
وحول اختيار السيناريوهات التي ستدعم، قالت الخياط إنها عندما كانت في لجنة الدعم سنة 2011، طلبت أن يجاور اسم المخرج اسمَ كاتب السيناريو، لأن “كتابة السيناريو اختصاص”، كما طلبت من مدير المركز السينمائي المغربي السابق، الراحل نور الدين الصايل، أن “تنظَّم ورشات كتابة سينمائية، ليتعلم أناسٌ الكتابة السينمائية وتصير مهنة لهم، لأن الأمر يحتاج اختصاصا، والسيناريوهات السليمة تكون من أناس مكونين في كيفية كتابة السيناريو”، قبل أن تزيد: “وهو ما يوجد اليوم”.
وحول “إشكال تشجيع الكفاءات والتجديد في سينمانا”، وفق سؤال بلال مرميد، أجابت المحاوَرَة بالقول: “هذا مشكل، وسبق أن اقترحت في 2011 على الأعضاء أن نشجع الشباب الصاعدين، الذين يمكن أن نرى فيهم موهبة وعبقرية (…) لن يكون تجديد دون أفلام جديدة، تكون قوة تُرى على الصعيد العالمي، ومهرجانات السينما كثيرة عبر العالم، ونرى سينما إيران وتركيا وكوريا الجنوبية وتايوان وغيرها، وهم أناس تضلعوا في الكتابة السينمائية وإخراج الأفلام، ولِنَصِل إلى هذا المستوى نحتاج أناسا جددا، يمكنهم أن يعطونا صيغة جديدة لسينما المغرب، التي تحتاج تقدّما في مستواها على الصعيد العالمي”.
وأكدت الكاتبة والحقوقية المغربية تأييدها المبدئي لـ”حرية الكتابة والأفلام”؛ لأن “الإبداع إذا كان فيه حدود لن يتعدى مستوى معينا. ومن وجهة نظر التحليل النفسي، إذا وجد الإنسان في أفق مغلق لن يستطيع التفتق والتعبير عن عالمه وإحساسه وعبقريته وموهبته، بل يحتاج إلى حد أدنى من الحرية للتعبير عن نفسه، والخروج من عالمه اللاشعوري والشعوري ليُعَبِّر ويرفع من مستوى الناس الذين يرون فيلما أو كتابا أو لوحة”، على حد تعبيرها.
وذكرت المتحدثة أن المشتغلين بميدان الفنون “يعانون؛ لأن كل شيء متوقّف بسبب الجائحة، ويجب ألا يرى الناس مشكلهم فقط، وسنقوم بمجهودنا، وسننظم ثلاث دورات، لا اثنتين مثل السنة الماضية، وسنحاول ما أمكن إرضاء الناس؛ لكن لا يمكن إرضاء الجميع، وسنرضيهم بعقل وميزان، وسنميّز بين المشاكل ونُحَكِّم العقل ونعمل بسِلم لتُرضي النتيجة الناس وتُرضينا”. قبل أن تضيف: “في اللجنة، الأهم هو الوضوح ودعم الأعمال التي لها كفاءة ونزاهة، وأن يكون الإنسان واضحا مع ذاته ويكون عمله شريفا، لا أن يفضَّل إنسانا على آخر لعلاقة تربطهما (…) حتى يعطى الدعم للسيناريو الأحسن”.
وشددت رئيسة لجنة دعم الأعمال السينمائية على عزمها عدم اللجوء إلى التصويت للحسم في الأفلام التي ستُدعَّم، وزادت شارحة: “عندما صوتنا في لجنة سابقة، كانت هناك أعمال مدعَّمَة لم تنل رضاي، وفي هذه المرة سنلجأ للنقاش والحوار، لا إلى فرض وجهة نظر، وسيكون هناك انسجام لأخذ أحسن السيناريوهات والأفلام التي سَتُخْرَج”.
وأجملت الكاتبة غيثة الخياط قائلة: “إرضاء الناس لن يوصلنا إلى شيء، ولن تتقدم السينما المغربية ومستواها، ولن يتقدم مستوى الفنون بوجهة النظر هذه، فالكفاءة يجب أن تكون هي الأولوية في عملنا هذا بأكمله”.
The post غيثة الخياط: الكفاءة معيار دعم السينما .. وحفظ الحرية ضرورة للإبداع appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.