استقبل مهنيو السياحة بابتهاج كبير قرار السلطات فتح الحدود الجوية في وجه السياح الأجانب، بعد ركود تام شهده القطاع السياحي خلال العامين السابقين بسبب “كورونا”؛ لكن الرهان اليوم هو إنعاش الحركة السياحية الوطنية الداخلية، من خلال إطلاق عروض “جذابة” ومتنوعة تروم زيادة الإقبال على بعض المناطق، خاصة خلال عطلة الصيف.

وإلى جانب استقبال السياح الأجانب الذين يشكلون أكثر من النصف من حيث الليالي السياحية، يراهن مهنيو القطاع السياحي على الزبناء المغاربة من خلال إطلاق عروض “محفزة”، خاصة في ظل استقرار الوضعية الوبائية وانتعاش حركة التنقل بين المدن.

وفضل المغرب الإبقاء على حدوده مغلقة، خاصة بعد ظهور إصابات جديدة بفيروس “كورونا” المتحور؛ وهو ما أدى إلى تعطيل الحركة السياحية في المملكة التي تراهن على الصيف لتعويض الخسائر التي لحقت القطاع، إذ انخفض عدد السياح الوافدين بنسبة 63 في المائة حسب الإحصائيات المسجلة.

وتكبد قطاع السياحة ما يفوق 64 مليار درهم من الخسائر بسبب الأزمة الحالية، وفق دراسة رسمية؛ وهو ما سيجعل المهنيين يفكرون في سبل الاستدراك، ومن بينها البحث عن إمكانية جذب سياح من مناطق متفرقة وجديدة.

ويمني مواطنو بعض المدن السياحية النفس بالعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية، وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد المحلي.

الزبير بوحوت، خبير في المجال السياحي، أبرز أن “السياحة الداخلية تشكل 30 في المائة من حجم الليالي المسجلة بالمؤسسات السياحية المصنفة”، موردا أنه “خلال عام 2019، من أصل 25 مليون ليلة سياحية، ساهمت السياحة الداخلية بحوالي 7.8 ملايين ليلة، أي حوالي 31 في المائة”، وهو ما يقابل رقم 13 مليون سائح داخلي.

وقال المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “السياح المغاربة ساهموا، عام 2019، بحوالي 31 في المائة من الليالي السياحية؛ لكن هذا المعدل لا يمكن أن يغطي نفقات المؤسسات السياحية”.

وأضاف بوحوت أن “المغرب يحتاج أولا إلى تشجيع السياحة الداخلية، من خلال إطلاق الحركة بين المدن حتى يتمكن المواطنون من التنقل بكل حرية”، مستبعدا بلوغ معدلات 2019 التي “كانت سنة طبيعية عكس السنة الحالية التي ما زال يشوبها ضباب”.

وسجل الخبير ذاته في المجال السياحي أن “جواز التلقيح ضد كورونا سيسهم في تحقيق انتعاشة سياحية، خاصة أن المواطنين سيقومون بتحركات إلى بعض المدن السياحية المعروفة”، مشددا على أن “الجواز آلية إستراتيجية ستمكن من رفع معدل ليالي المبيت في بعض المدن السياحية”.

ويسعى المغرب إلى تحقيق مناعة جماعية بتلقيح 70 في المائة من المواطنين. وطلبت الحكومة 65 مليون حقنة من اللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ من شركة “سينوفارم” الصينية وشركة “أسترازينيكا” البريطانية.

وإلى حدود أمس الأحد؛ عرفت الحملة الوطنية للتلقيح استفادة 8.431.089 مواطنا ومقيما في المغرب من الحقنة الأولى المضادة لكورونا؛ بينما استفاد 6.448.985 من الحقنة الثانية.

hespress.com