وصلت تداعيات استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو بهوية وجواز سفر مزورين إلى البرلمان الأوروبي، وهو ما يشكل إحراجا سياسيا كبيرا للحكومة الإسبانية.

وتساءل أتيلا آرا كوفاكس، عضو البرلمان الأوروبي، كيف يمكن للحكومة الإسبانية أن تسمح بدخول مجرم معروف إلى أوروبا.

وكتب النائب البرلماني على حسابه الرسمي بـ”تويتر” أن تعاون إسبانيا لإدخال زعيم البوليساريو، “غير مقبول من الناحية الأمنية، خصوصا مع شخص كانت أنشطته دائما مخالفة للقيم الأوروبية”.

وكان نشطاء حقوقيون صحراويون قد تقدموا بشكاوى لدى العدالة الإسبانية ضد زعيم الانفصاليين بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، الإبادة الجماعية، التعذيب، الاختفاء القسري والاغتصاب.

وتجاهلت إسبانيا مذكرة توقيف صادرة من قبل سلطاتها سنة 2008. وفي 2013، وجهت إليه العدالة الإسبانية لائحة اتهامات، لكن السلطة التنفيذية رفضت التجاوب مع ذلك، وهو ما أثار غضب المملكة المغربية.

وتتواصل تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين البلدين؛ إذ كشفت مصادر هسبريس أن الاجتماعات التشاورية التي كانت مقررة بين القطاعات الحكومية المغربية والإسبانية عبر تقنية الاتصال المرئي، قد تم تأجيلها إلى وقت لاحق.

ويأتي تأجيل هذه الاجتماعات التنسيقية، التي تدخل في سياق الإعداد لعقد القمة المشتركة رفيعة المستوى بين البلدين، بعد استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو وما تلا ذلك من ردود فعل غاضبة في المغرب.

وأكد مسؤول حكومي مغربي لجريدة هسبريس الإلكترونية، في تصريح سابق، أن الاجتماع الذي كان مرتقبا أن يجمعه بنظيرته الإسبانية، قد تم تأجيله بالفعل.

وأعربت وزارة الخارجية المغربية عن إحباط الرباط من هذا الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية.

وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية أن هذا الموقف من مملكة إسبانيا يثير قدرا كبيرا من الاستغراب وتساؤلات مشروعة؛ “لماذا تم إدخال المدعو إبراهيم غالي إلى إسبانيا خفية وبجواز سفر مزور؟ ولماذا ارتأت إسبانيا عدم إخطار المغرب بالأمر؟ ولماذا اختارت إدخاله بهوية مزورة؟ ولماذا لم يتجاوب القضاء الإسباني بعد مع الشكاوى العديدة التي قدمها الضحايا؟”.

hespress.com