الخميس 17 دجنبر 2020 – 23:58
عقب الاتفاق السياسي بين واشنطن والرباط، الضامِن للسيادة المغربية على الأراضي الصحراوية الجنوبية، باتت موريتانيا أكثر اقتناعاً بصوابية موقف المملكة بخصوص النزاع، حيث بدأ الرأي العام في “بلاد شنقيط” يطالب بالابتعاد عن “الحياد السلبي” الذي عطّل طيّ صفحة الصراع المغربي- الجزائري.
وأعربت مجموعة من الفعاليات الموريتانية عن مواقف متقدمة بشأن الموضوع، حيث قال الكاتب الموريتاني الشيخ ولد السالك، في منشور له على منصة “تويتر”: “بعد اعتراف أمريكا والإمارات والبحرين والأردن بمغربية الصحراء، ألم يحن الوقت لعدول بلدي موريتانيا عن حياد سلبي نحن أكبر المتضررين منه؟”، وزاد: “مصلحة موريتانيا في تجسيد الحياد الإيجابي الذي وعد به الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي يبدأ حتمًا بسحب اعترافنا بانفصاليي البوليساريو”.
من جهته، علّق الكاتب الصحافي الموريتاني المصطفى محمد محمود على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، من خلال “تدوينة” له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بالقول: “أفتخر وأعتز وأشيد بالاعتراف الأمريكي الصريح بالسيادة المغربية على صحرائه”، ثم مضى مستطردا: “أعتبره مكسبًا تاريخيا ينضاف إلى سلسلة المكاسب المحققة بفضل القيادة الحكيمة والرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
فيما تحدث الباحث الموريتاني محمد أفو عن الحدث بإيراده أنه “لا تكاد تجد دولة في العالم سحبت اعترافها بدولة أخرى؛ لكن أكثر من خمسين دولة سحبت اعترافها بالبوليساريو”، مستدركا: “حاول أن تتعرف على الأسباب، وستدرك حجم الكابوس الجاثم على حدودنا الشمالية”.
وقال الكاتب الموريتاني، في منشور ثانٍ على مواقع التواصل الاجتماعي: “نشأت وتربت أجيال الجبهة على القاعدة الراسخة والثابتة والعتيدة هي “احتقر كل ما هو موريتاني”؛ حتى لو كان اعترافا بك، وأنت الذي لا أثر لك في الوجود، وحتى لو دفع ثمنه كارثيا”، مردفا: “لهذه الأسباب ولأسباب موضوعية كثيرة أخرى، أقول: اسحبوا الاعتراف”.
فيما أكد سيدي محمد ولد محم، الوزير الموريتاني الأسبق، أنه قد حان الوقت لمراجعة الموقف الموريتاني بخصوص نزاع الصحراء المغربية بعد الخطوة الأخيرة للولايات المتحدة، موردا: “تكريسا لحيادنا، وإضفاء لمزيد من الإيجابية عليه، بحيث لا نظل متفرجين في وضع يتقدم فيه الآخرون خطوات؛ بينما نراوح نحن نفس المكان ونفس الموقف، فإن على حكومات المنطقة وشعوبها، وأطراف النزاع في الصحراء، أن تقرأ التطورات الأخيرة في مواقف القوى الدولية والإقليمية من النزاع قراءة إيجابية ودقيقة”.
ومضى المسؤول عينه في منشور له على “فيسبوك” شارحا: “يجب أن تدرك أن الحلول الجذرية لم تعد ممكنة بالمطلق. وبالتالي، فعلينا مراجعة مواقفنا بكل شجاعة، وإبداء أكبر قدر من المرونة في التعاطي مع الأوضاع الجديدة بالسعي وبشكل جاد إلى الحلُول العَملية المُتاحة، بدل الدخول بالمنطقة في أتون صراع مسلح هي في غنى عنه، واستثمار هذه التطورات باتجاه مزيد من التقارب والواقعية في التعاطي بين أطراف النزاع، مدركين أن هذا المشكل مهما طال أمده؛ فهو في الأخير بين أشقاء بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهو ما تتراجع معه مفاهيم ومفردات راديكالية عديدة بغية التوصل إلى حل عملي يحقق التنمية والاستقرار بالمنطقة، ويذلل الصعاب أمام اندماج حقيقي بين دولها حيث تتجسد أحلام شعوبنا وحيث معقِد آمالها”.