الإثنين 31 ماي 2021 – 08:00
تسعى لجنة النموذج التنموي إلى المراهنة على الأحزاب السياسية المغربية من أجل تنزيل “أمثل” لمضامين الرؤية التنموية الجديدة، في الوقت الذي تشير كل الاستطلاعات والتقارير الوطنية، الرسمية وغير الرسمية، إلى تراجع القوة التأطيرية للأحزاب، خاصة وسط الشباب.
ومن المرتقب أن يجتمع شكيب بنموسى، رئيس لجنة النموذج التنموي، بعدد من ممثلي الأحزاب، سواء المصطفة في المعارضة أو الحاكمة، في أفق الخروج بتصور مشترك لتدبير المرحلة المقبلة، في ظل تباين الرؤى بين الهيئات السياسية؛ وهو ما يجعل الخروج بفكرة موحدة أمرا صعبا بالنسبة إلى اللجنة.
ويقول عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن اللجنة اختارت الانفتاح على الفاعل الحزبي، مشيرا إلى أن ذلك دليل على أنه لا يمكن الترويج لمشروعها وإعطائه الأهمية المستحقة، بدون إقناع النخب السياسية بالانخراط فيه.
ويقف العلام عند مضمون التقرير، موضحا أن هذا الأمر لم يكن حاضرا أو منصوصا عليه، إذ كان التركيز فقط على الإصلاح السياسي وتم تعويمه بشكل كبير، بالإضافة إلى دعوة الأحزاب إلى الانفتاح على القوى الحية، وأن تكون هناك قدوة، لكن تم إغفال نقطة مهمة متعلقة بصلاحيات الأحزاب من أجل تنزيل برامجها، يستدرك العلام، قبل أن يضيف أن “هناك أحزابا يسارية ترفض الأفكار التي وردت في التقرير، وأحزابا يمينية ترفض بعض الأفكار الليبرالية، وأحزابا محافظة أخرى لها رأي آخر، فكيف يمكن المراهنة على موقف الأحزاب؟ ربما اللجنة تقول إن على الأحزاب أن تبتعد عن الجانب الإيديولوجي، وأن تنخرط في تنزيل مشروع اللجنة، وهذا يضرب العملية الديمقراطية، ويجعل الأحزاب فاقدة لهويتها الإديولوجية”.
وتابع العلام قائلا: “اللجنة نصت على إحداث آلية تحت إشراف الملك من أجل تتبع هذا المشروع، وهنا تكمن المشكلة. إذا كانت هذه اللجنة هي التي ستتتبع تنفيذ المشروع، فمن أين ستحصل على مشروعيتها أو شرعيتها الدستورية؟ وما وظيفة الحكومة في النظام السياسي إذا لم تكن هذه الحكومة هي التي ينبغي لها أن تسهر على تنفيذ هذه المقترحات؟”.
وأعرب أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري عن تخوفه من أن يكون أقصى ما تقوم به اللجنة هو مجرد مشاورات مع الفاعل السياسي وانخراط الإعلام، ثم في آخر المطاف ينسى هذا التقرير كما نسي تقرير الخمسينية وتقارير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي كانت تضم أفكارا مهمة، لكنها لم تنزل.