يشتكي فلاحو الجنوب الشرقي من انعكاسات التغيرات المناخية على المجال الواحِي الذي يُقاسي التدهور والحرائق في ظل تراجع المخزون المائي، الباطني والسطحي، ما يساهم في تفاقم معاناة السكان مع المياه الصالحة للشرب من جهة، و”احتضار” واحات النخيل من جهة ثانية.

وعبّر عدد من فلاحي مناطق درعة-تافيلالت، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن قلقهم من استنزاف الموارد المائية بالواحات المحلية طيلة السنوات الأخيرة، الأمر الذي بات يهدد “الأمن المائي” مستقبلا، نظرا إلى “سوء” تدبير الموارد المتوفرة، بالموازاة مع تزايد مخاطر الجفاف.

وانتقدت الفعاليات المحلية “العشوائية” التي تسم عمليات حفر الآبار بالمناطق الواحية، دون أي التزام بالمعايير البيئية الموصى بها من طرف الجهات المعنية بالشأن المائي، ما جعلها تطالب بالتدخل الفوري للسلطات من أجل ضبط استعمالات الماء ومراقبة أنشطة الحفر.

وتعليقا على ذلك، قال جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، إن “مناطق الواحات بدرعة تعرف أزمة مائية حادة لم يسبق لها مثيل، بسبب الجفاف وسوء تدبير الموارد المائية، ما يؤدي إلى تعميق معاناة السكان مع هذه المادة الحيوية”.

وأضاف أقشباب، في تصريح لهسبريس، أن “واحات النخيل تحتضر ببعض المناطق، إثر تدهور الموارد المائية وتراجع المخزون المائي، خاصة بمنطقة زاكورة التي لم تعد مياهها السطحية تتعدى 100 مليون مكعب تقريبا في سد المنصور الذهبي، بينما لا تتجاوز حقينته 20 بالمائة”.

وأكد الفاعل البيئي أن “الواحات تصنف ضمن التراث الإيكولوجي والإنساني بالمغرب، ما يستدعي ضرورة الحفاظ عليها للأجيال القادمة، غير أن الوضعية المقلقة التي تعيشها تسائل استمرارها في المستقبل البعيد، لأن جذور النخيل لا تصل إلى المياه الجوفية التي تقوم بتغذيتها”.

وأورد المصدر عينه أن “الظروف المناخية ساهمت بشكل كبير في الوضعية الراهنة للمجال الواحي، وتتمثل بالأساس في الجفاف القاتل الذي تعيشه المنطقة منذ 2014، ما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل مهول في فصل الصيف، بالإضافة إلى تبخر المياه”.

وشدد أقشباب على أن “المستجدات البيئية الحالية تستدعي التدخل العاجل من الجهات المعنية بالشأن المائي بغية إعداد إستراتيجية طويلة الأمد للتكيّف مع ندرة المياه بهذه المناطق”، منبها إلى “غياب التنسيق والانتقائية في السياسات العمومية في هذا المجال”.

hespress.com