يعيد الوضع الاجتماعي الصعب الذي تعيشه الفنانة عائشة ماهماه، بعد مسار مديد كانت فيه ضيفا دائما على منازل المغاربة عبر شاشاتهم الصغيرة، إشكال الحماية الاجتماعية للفنانين الرواد بالمملكة.

وعبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تحدثت الممثلة عن صعوبات السكن التي تعيشها، والفئران (الطوبات) التي تضايقها، سائلة الله أن تجد مسكنا يقيها هذا، ويعيد النوم إلى عينيها؛ في فصل جديد من معاناة معلنة، سبق أن تحدثت عنها إعلاميا.

وفضلا عن الجانب الإنساني الذي يطرحه موضوع حماية الفنانين الرواد في فترة كهولتهم، يطرح، أيضا، الجانب الرمزي للملف، نظرا لما تمثله هذه الوجوه والأصوات الفنية في الذاكرة الشعبية.

ويقول مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، إن هذا “مشكل قديم” يتجدد، سببه الأساس “عدم وجود نظام حماية اجتماعية خاص بالفنانين”.

ويضيف بوحسين في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “مسألة الخصوصية لا تتعلق بتمييز اجتماعي بين الفنانين والفئات الأخرى، بل هو اعتبار للطبيعة الخاصة للمجال الفني”.

ويزيد نقيب الفنانين: “لا يعني هذا بتاتا الاعتماد على الدعم العمومي في هذا الاتجاه، بدرجة أولى، بل الأمر مرتبط بالاقتطاعات والمساهمات، انطلاقا من أجر الفنان. فقط الآلية -النظام- يجب أن تكون متوافقة مع الشكل الذي يشتغل به الفنانون، الذين ليست هناك استمرارية في عملهم، ولديهم دخل إما يكون أكثر من المتوقع أو أقل”.

هذا السياق الخاص يتطلب، وفق المتحدث، “احترام خصوصية المجال الفني كما هي، وهي الخاصية التي يجب أن يفهمها المشرع المغربي والمهتمون بالحماية الاجتماعية”، وزاد موضحا: “طلبنا ليس امتيازا، ونحتاج طريقة لولوج الأنظمة القائمة، ما يحتاج مجهودا من الناحية التقنية، علما أنه محسوم من الناحية القانونية، على غرار المعمول به في دول أخرى”.

في غياب هذا النظام، يزيد بوحسين: “يبقى الفنان معرضا للهشاشة، خاصة عندما يتقدم به السن، فيتساءل الناس كيف كان هذا الفنان يعمل ثم الآن هو في وضع مادي صعب؟ وتبدأ الفرضيات حول السبب (…) بينما الخلل، في جميع الحالات، يكمن في عدم وجود نظام للحماية الاجتماعية يراعي خصوصية المجال الفني”.

وفي إطار المبادرة الملكية لتعميم التغطية الصحية على جميع المغاربة، يقول بوحسين: “الفنان كمواطن يجب أن يدخل في هذه العملية، وفق خصوصية عمله الفني، علما أن هناك مبادرة من وزارة الشغل لا تراعي هذه الخصوصية”، ثم يزيد: “نحتاج حلا قانونيا وإجرائيا للموضوع، مبنيا على الاقتطاع من الأصل لفناني العروض، وإسهامات مباشرة للفنانين الذين يشتغلون لحسابهم الخاص”.

لكن هذا الحل يستثني الفنانين الرواد، “الذين يبقون، خاصة الذين أضافوا للمشهد الفني المغربي في مختلف المجالات، خارجه”.. و”ما ذنبهم أنهم الآن لم يعد بإمكانهم الإسهام في هذا النظام؟”، يتساءل المتحدث ذاته.

في هذا الإطار يعرض بوحسين الحل الذي تقترحه نقابة مهنيي الفنون الدرامية: “إعداد لائحة تحصر الفنانين الرواد، ليمكن شراء نقط بعد ذلك لهذه الفئة، من أجل تمويل التحاقها بالحماية الاجتماعية، حتى يطوى الملف بشكل نهائي”.

hespress.com