مع بداية التساقطات المطرية، وعلى غرار كل سنة، يشهد الفندق التاريخي “لينكولن” الواقع بقلب العاصمة الاقتصادية، وبالضبط أمام السوق المركزي الشهير باسم “مارشي سنترال”، بعض الانهيارات؛ ما يثير الرعب في نفوس البيضاويين، خصوصا المارة من جانبه.
وانهار، ليل الخميس، جزء من البناية التاريخية سالفة الذكر؛ وهو ما خلف هلعا كبيرا في صفوف المواطنين الذين كانوا يمرون بمحاذاتها، ناهيك على خوف مستعملي عربات “الترامواي” الذين ينتظرون بالمحطة المجاورة لها.
وأربك هذا الانهيار الجديد، والذي ينتظر أن تعقبه انهيارات أخرى مع استمرار التساقطات المطرية، حركة خطوط “الترامواي”، التي تشهد منذ ليلة أمس وإلى حدود اليوم تعثرا في الرحلات عقب التوقف الاضطراري لها.
وجرى عقب هذا الحادث المفاجئ استنفار المصالح المختصة من أجل اتخاذ تدابير أمنية بسبب خطر انهيار الفندق، عبر وضع حواجز وموانع المرور تفاديا لأي حادث، كما تمت دعوة المواطنين المارة إلى تفادي العبور من جانبه.
وتوقفت حركة خطوط “الترامواي” بعد هذا الانهيار بين محطتي الشهداء ومحمد الخامس، على مستوى الخط رقم 1، وفق الإعلان الصادر عن شركة “كازا ترامواي” عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، مشيرة في تدوينة أخرى لها إلى استئناف حركة السير على مستوى الخط 2، مع استعمال 4 محطات: النهاية محطة الأمم المتحدة اتجاه ليساسفة والحي المحمدي اتجاه سيدي مومن كحل استثنائي.
ويعرف فندق لينكولن، بين الفينة والأخرى، انهيار أجزاء منه؛ وهو ما دفع الوكالة الحضرية بالدار البيضاء ومجموعة “REALITES” الفرنسية لتطوير المجالات الترابية، من خلال فرعها المسمى “REALITES AFRIQUE”، إلى توقيع اتفاقية من أجل إعادة ترميمه.
ومن شأن توقيع هذه الاتفاقية أن يطوي صفحة فندق “لينكولن” الشهير بالعاصمة الاقتصادية، الذي كان يشكل خطرا على الساكنة المحلية بسبب انهياراته الجزئية بين الفينة والأخرى؛ وهو ما جعل هذه المعلمة التاريخية تواجه مستقبلا غامضا، لا سيّما في ظل العراقيل التي واجهت إعادة بنائه في فترة سابقة.
ويأتي مشروع إعادة تهيئة وتجديد واستغلال فندق “لينكولن”، الذي يُصنّف ضمن قائمة المآثر التاريخية، من أجل “دعم إستراتيجية جريئة تتبعها الحكومة والسلطات المحلية بغية إعادة تنشيط وسط مدينة الدار البيضاء، عن طريق إحياء تراثها الثقافي النابض بالتاريخ”.