قال ديفيد فيشر، سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، إن مستقبل العلاقات المغربية الأمريكية سيكون في “أياد أمينة”، مؤكدا أن إدارة الرئيس جو بايدن ستعين شخصية عالية الكفاءة على رأس سفارتها بالرباط.
يشار إلى أن مغادرة السفير فيشر ستكون بعد غد الأربعاء، تماشيا مع الممارسة المعتادة للسفراء الأمريكيين المعينين سياسيا، حيث ينهون مهامهم الدبلوماسية عند بداية إدارة رئاسية جديدة، وذلك خلافا لما روجته بعض الصحف الجزائرية بشأن أسباب مغادرته المملكة.
وعقد السفير الأمريكي، اليوم الاثنين في الرباط، لقاء مع بعض ممثلي وسائل الإعلام، حضرته جريدة هسبريس الإلكترونية، استعرض خلاله حصيلة عمله والإنجازات التي قام بها لتقوية العلاقات التاريخية بين المغرب وأمريكا.
وقال فيشر: “أنا متأكد مائة بالمائة أن إدارة الرئيس بايدن ستعين شخصية عالية الكفاءة للاطلاع بمهام هذه السفارة الهامة وإتمام الصرح الذي حرصنا على بنائه معا، حتى يبقى المغرب وأمريكا على طريق النمو والازدهار على غرار ما شهدته العلاقات في القرنين الماضيين”.
وشدد السفير فيشر على أن “المغرب عزيز وقريب على قلوبنا وسيظل كذلك”، لافتا إلى أنه سيفتقد المملكة، لكنه قال إنه يغادر وهو سعيد لأن الشراكة بين البلدين باتت أقوى ولا يمكن إلا أن تزداد قوة أكثر فأكثر.
وعلى المستوى السياسي، أكد السفير الأمريكي أن واشنطن تدعم مخطط الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، مشيرا إلى اللقاء الذي عُقد برئاسة المغرب وأمريكا الأسبوع الماضي لدعم المبادرة المغربية، والذي حضره أكثر من 35 بلدا.
ورداً على سؤال هسبريس: “هل سيكون اعتراف ترامب بمغربية الصحراء في أياد أمينة أيضا مع الإدارة الأمريكية الجديدة؟”، أجاب السفير فيشر بأنه “منذ سنوات، وحتى قبل إدارة الرئيس كلينتون، كانت هناك بوادر لدعم مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، إضافة إلى دعم إدارة أوباما للتنمية الاقتصادية بالأقاليم الجنوبية”، وشدد على أن هذا “المسار يمضي في إطار تدريجي، وسنصل إلى تتويج لهذا المسار”.
وتابع السفير ذاته بأن “العلاقات بين البلدين قائمة منذ قرون، وقد بدأت منذ تلك الخطوة التاريخية والشجاعة والمتبصرة للمغرب عندما أصبح أول بلد في العالم يعترف بالولايات المتحدة الأمريكية”، مشيرا إلى أنه ثابر خلال فترته بالمغرب لرد هذا الجميل وسعياً لتقوية الصداقة بين البلدين.
واستحضر فيشر المساعدات التي قدمتها حكومة بلاده إلى المغرب خلال أزمة كورونا، مشيرا إلى أن وزارتي الخارجية والدفاع وفرتا معدات وأجهزة وقاية للمختبرات الوطنية المغربية، بالإضافة إلى توفير واشنطن، عبر وكالاتها بالمغرب، للمستلزمات الضرورية وتدريب العاملين في مجال الصحة للقضاء على “كوفيد-19”.
ورغم الأزمة الوبائية، لم تتأثر الشراكة بين الرباط وواشنطن، يورد السفير الذي شدد على أن البلدين في السنة الماضية باتا متقاربين بشكل كبير في مجموعة من القضايا، مشيرا إلى توقيعهما في أكتوبر الماضي لخارطة طريق في التعاون العسكري تمتد لعشر سنوات.
كما عرفت السنة الماضية، وفق المصدر ذاته، حدثا كبيرا يتمثل في وضع الحجر الأساس لقنصلية أمريكية جديدة بالدار البيضاء بتكلفة تصل إلى 312 مليون دولار، في إطار تأكيد واشنطن على التزامها طويل الأمد تجاه المركز المالي للمملكة المغربية.
وتحدث الدبلوماسي الأمريكي، في خطبة الوداع، عن الشراكة مع وزارة التعليم المغربية لدعم تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس العمومية، مشيرا إلى أنه بشراكة مع الوزارة المعنية، يتم تدريب مدرسي اللغة الإنجليزية، وتم توفير أيضا دروس افتراضية للتنمية المهنية لما يزيد عن 550 مدرسا للغة الإنجليزية من القطاع العام في مختلف أنحاء المغرب. وزاد أن برنامج “القراءة من أجل النجاح” استفاد منه حوالي 4 ملايين تلميذ مغربي خلال السنة الماضية.
وأردف المصدر ذاته أن مؤسسة تحدي الألفية الأمريكية عملت من خلال برنامجين على دعم الاقتصاد المغربي بـ 1.1 مليار دولار. وشدد على أن الملك محمد السادس وهو يوجه حكومته يركز دائما على أن “أي استثمار مهما كان كبيرا أو صغيرا من دواعي إنجازه هو تحسين وضعية المغاربة، ونحن ندعمه في هذا التوجه”.
ولفت السفير الأمريكي الانتباه إلى منصة “الداخلة كونيكت.كوم”، المخصصة للنهوض بالاستثمار والتسويق الترابي، بهدف إرساء جسر بين مقاولات الجهة والمستثمرين والزبناء والممونين المحتملين، والتي تهدف إلى النهوض بالمؤهلات الاقتصادية للداخلة.
وأضاف سفير واشنطن بالرباط أن اتفاق التبادل الحر بين المغرب وأمريكا عزز الفرص الاقتصادية بين البلدين بأكثر من 500 بالمائة منذ دخوله حيز التنفيذ قبل 15 سنة، وخلص إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ينتظرها مستقبل واعد.
[embedded content]