إهداء:

إليهن في عيدهن، حيث تحضر نون النسوة ليس كحرف بل كحفر في الذاكرة الرجولية التي بذرتها وتعهدتها المرأة أصلا، لتكون-مفارقة-من ضحاياها على مر أزمنة من التذكير، وممارسة الإضعاف المُشتَهى في حق نصف الإنسانية.

وتحضر هذه النون أيضا كرحم يسع البحر، السماء، الحَرَّ والمطر، وكل المساحات حيث يشاغب الرجل.

ويبقى العود والأوتار بيد بنات حواء ليعزفن اللحن الذي أراده الله للإنسانية، وإن كان الأنبياء ذكورا.

آذار هل جِئتَ بها؟

أمْ جاءَتْ

بكَ الأزْهارُ؟

هل من بَواحٍ؟

لكُما

أم في الأمْر

أسرارُ؟

أمَّا أنا فَمن خَدَرٍ

لم يَعدْ لِيَ

فجرٌ

ولا أذكارُ.

هيفاءُ

ثُمَّ زادَتْ

وَرَنَتْ

حتَّى انْثَنَتْ

فِتْنَةً

لها الأشجار.

في عِشقها

ثارَ علَيَّ الوَردُ

وغًيْرةً

ضَجَّتِ الأطيارُ.

وفي اللَّمَى

المَعسُولِ

شقائقُ النّعمانِ

والإعصارُ.

والثَّغرُ

ومْضةٌ بيضاءُ

حتى تَساءلَ الطيْرُ

والزَّهرُ:

مَنِ المُختارُ؟

أمَّا أنا فأيقَنتُ

أنَّنا

بَيْن أنامِل السَّمراء

عودٌ وأوتارُ.

وآذارَ شهرٌ

تَنزَّلُ فيه

عَشتارُ

في الأرْواحِ

ونَبضهُا الورد الأشعارُ.

مستفركي: فاتح مارس 2021

hespress.com