مبرزة بعضا من ملامح التقارب والتباعد بين الأحزاب السياسية، تواصل سجالات تقنين استعمالات “نبتة الكيف” حشد الأصوات الداعمة لهذا الطرح، خصوصا بين أحزاب المعارضة التي تبدي موقفا متقاربا خلال جلسات البرلمان.

وانحصرت رقعة مساندة حزب العدالة والتنمية (البيجيدي) بشكل كبير، ووجهت إليه المعارضة البرلمانية انتقادات كبيرة، لتتوقف ظرفيا الآمال في مزيد من التنسيق بين الإسلاميين وتنظيمات المعارضة، في مقابل تشتت بارز يطبع الأغلبية الحكومية في قضايا متفرقة ومتعددة.

وكشف مصدر مطلع لجريدة هسبريس أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني استقبل في بيته كلا من الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله.

ورغم صعوبة حسم التقاربات بالنظر إلى شرط النتائج المحصل عليها قبل التحالفات دائما، إلا أن التقاطبات الحادة التي تطبع مناقشة مواضيع عديدة جعلت “البيجيدي” أمام سند أغلبية من ورق، وهروب المعارضة لمساندة قضايا “حمراء” للإسلاميين.

محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، قال إن “التنسيق البيني كان قبل موضوع نقاش الكيف، خصوصا بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة، فيما يغيب تماما مفهوم الأغلبية ضمن الحياة السياسية الراهنة”.

وأضاف زين الدين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التطابق جرى في عديد من الملفات السابقة، خصوصا ملف الأساتذة المتعاقدين، والآن يأتي الكيف الذي جاءت نقاشات المعارضة فيه بمداخلات برلمانية متشابهة”.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن “المعارضة تشكل جبهة قوية، بانضمام حزب التقدم والاشتراكية”، مسجلا أن “الإشكال مطروح على مستوى الأغلبية، بضعف التنسيق ضمنها، ومحاصرة حزب العدالة والتنمية”.

وأشار زين الدين إلى أن “الخريطة الانتخابية المقبلة ستشهد تحييد حزب العدالة والتنمية”، متسائلا: “مع من سيتحالف الحزب في ظل التقاطبات الراهنة وضعف الأغلبية (صراعاته مع الأحرار والاتحاد الاشتراكي)؟”.

وأردف أستاذ العلوم السياسية بأن “تقاطب التقدم والاشتراكية والأصالة والمعاصرة والاستقلال واضح، لكن بالنسبة لأحزاب الأغلبية، فهذا غير واضح، سواء في سجال الكيف أو في غيره من القوانين”، مستدركا بأن “حزب الأحرار في المقابل يستطيع بسهولة الانتقال نحو التنسيق مع أحزاب المعارضة”.

hespress.com