صادق البنك الدولي على قرض جديد لفائدة المغرب بقيمة 250 مليون دولار، ما يعادل 2.23 مليار درهم، في إطار عملية مُشتركة مع الوكالة الفرنسية للتنمية لدعم إستراتيجية “الجيل الأخضر” الخاصة بالقطاع الفلاحي.

وذكر البنك الدولي، في بلاغ صحافي توصلت به هسبريس اليوم الأربعاء، أن هذا الدعم يهدف إلى زيادة الإنتاجية الفلاحية بالمغرب والقدرة على الصمود أمام تغير المناخ، والإدماج الاقتصادي للشباب في المناطق القروية.

ويستهدف برنامج “الجيل الأخضر” الممتد من 2020 إلى 2030، الذي جاء عقب انتهاء برنامج المغرب الأخضر، إلى زيادة ربحية قطاع الفلاحة وتعزيز استدامته من خلال ضبط وتوحيد الممارسات المراعية لتغير المناخ.

وتعليقاً على هذا القرض الجديد، قال جيسكو هينتشيل، المدير الإقليمي لدائرة المغرب الكبير بالبنك الدولي، إن “إستراتيجية المغرب الأخضر خطة رئيسية تطرح تحولاً جذرياً في رؤية المغرب للتنمية الفلاحية بالانتقال من التركيز الأحادي على الإنتاج إلى تركيزها أيضاً على بناء رأس المال البشري”.
وأضاف هينتشيل، وفق ما أورده البلاغ الصحافي، أن هذه الإستراتيجية تقوم على دعم موارد الرزق، وخلق سلاسل قيمة مستدامة في الوسط القروي تُراعي تغير المناخ، كما تعمل أيضاً على دعم استجابة البلاد اقتصادياً لجائحة فيروس “كورونا”.

وتشير مُعطيات البنك الدولي إلى أن الفلاحة تُمثل المصدر الرئيسي للتشغيل في المغرب، حيث تُشكل 38 في المائة من إجمالي فرص الشغل، وعلى الرغم من ذلك فإن سكان القرى يمثلون 79.4 في المائة من مجموع الفقراء في المملكة.

ولجذب الشباب إلى الفلاحة، سيُموّل البرنامج ريادة الأعمال وبرامج التدريب الموجهة إلى شباب القرى، بمن فيهم النساء، بُغية جذب الاستثمارات الخاصة إلى قطاع المنتجات الفلاحية الغذائية عبر إزالة العقبات التنظيمية والتمويلية للتحفيز على خلق فرص الشغل.

وفي هذا الصدد، قال ديفيد تريجيه، الخبير الأول في الاقتصاد الفلاحي بالبنك الدولي، إن “الشباب في القرى يشكّلون طاقة مُعطلة يمكن الاستفادة منها في التنمية الفلاحية”، مؤكداً على أهمية خلق فرص لهم لتعزيز التنمية لقطاع فلاحي وغذائي متطور يمكنه أن يدر المزيد من فرص الشغل والرخاء على المناطق القروية.

وفي نظر الخبير الاقتصادي في المؤسسة المالية الدولية، يُنتظر من البرنامج أن يغرس ثقافة ريادة الأعمال، ويُزوّد شباب القرى بالأدوات والمعارف التي تُتيح لهم استخدام المزيد من الممارسات والتقنيات المستدامة المتطورة، ومن ثمّ المساهمة في خلق قطاع فلاحي وغذائي أكثر قُدرةً على الصمود أمام تغير المناخ.

وذكر البنك الدولي أن المغرب يعمل على زيادة الاعتماد على التحول الرقمي للحد من التأثير الضار لتغير المناخ، بحيث يعتمد برنامج “الجيل الأخضر” على الجهود التي بدأها مخطط “المغرب الأخضر” السابق كي يتحول إلى الفلاحة المراعية لتغير المناخ التي ستتمكن مستقبلاً من تخفيف آثار نوبات الجفاف الحاد كتلك التي تواجهها البلاد حالياً.

hespress.com